وَقدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ
وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا
وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم
مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ
يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ﴾ [التوبة: 24] فَتَوَعَّدَ مَنْ كَانَ أَهْلُهُ
وَمَالُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الله وَرَسُولِهِ وَالْجهَادِ فِي سَبِيلِهِ
بِهَذَا الْوَعِيدِ، بَلْ قَدْ ثَبَتَ عَنهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي
نَفسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤمن أحدكُم حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ
وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
****
فَمَنْ
قَامَ بهذا الجهاد بأنواعه، فهو المؤمن الإيمَانَ الصَّادق؛ فهو يُجَاهِدُ
لِدَفْعِ هذه الأمور.
قوله
تعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ
وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا
وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم
مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ
يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾. هَذِهِ من علامات محبَّة الله الَّتي سَبَقَ
بَيَانُهَا؛ أَنْ يقدِّم ما يُحِبُّهُ اللهُ على ما تُحِبُّهُ نَفْسُهُ.
ولمَّا
تَأَخَّرَ قَوْمٌ عن الهِجْرَةِ في سبيل الله شُحًّا ببلادهم وأولادهم وأزواجهم
ومساكنهم وتجارتهم، عاتبهم الله عز وجل فَقَالَ: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ
وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا
وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم
مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ
يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾.
هَذِهِ
الثَّمَانِيَةُ يحبُّها الإِنْسَانُ بِطَبِيعَتِهِ، ولا يُلامُ على ذلك، ولكن
يُلامُ إذا قدَّم محبَّتها على محبَّة الله عز وجل وعلى ما يُحِبُّهُ اللهُ.