وَهُوَ قطب الدَّين الَّذِي تَدور عَلَيْهِ رحاه.
خطر
الشِّرك وكثرته في الناس ووجوب الحذر منه
****
والشِّرك غَالِبٌ
على النُّفُوسِ، وَهُوَ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث: «هُوَ فِي هَذِه الأْمة أخْفى
من دَبِيبِ النَّمْل» ([1])، وَفِي حَدِيث
آخر: قَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُولَ الله كَيفَ نَنْجُو مِنْهُ وَهُوَ أخْفى من
دَبِيبِ النَّمْل؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «ألا أُعَلِّمُكَ
كَلِمَةً إِذَا قُلْتَهَا نَجَوْتَ مِنْ دِقِّهِ وَجِلِّهِ؟ قُلْ: اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا
لاَ أَعْلَمُ» ([2]). وَكَانَ عُمَرُ
يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلِي كُلَّهُ صَالِحًا، وَاجْعَلْهُ
لِوَجْهِكَ خَالِصًا، وَلاَ تجْعَل لأحَدٍ فِيهِ شَيْئًا.
****
قوله: «وَهُوَ قطْبُ الدِّينِ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ رَحَاهُ»: فالإخلاص
لله هو قُطْبُ الدِّين، والقُطْبُ هو الشَّيء الَّذي تَدُورُ عَلَيْهِ الأفلاك؛
كالقطب الجنوبيِّ، والقطب الشَّماليِّ في السَّماء.
قوله: «وَالشِّرْكُ غَالِبٌ عَلَى النُّفُوسِ»: أي: الشِّرك كَثِيرٌ في النَّاس، والإخلاص قَلِيلٌ، والشِّرْكُ نَوْعَانِ: الشِّرْكُ الأكبر، والشِّرْكُ الأصغر. والرِّياء والسُّمعة من الشِّرْكِ الأصغر، وَيُخَافُ مِنْهُ عَلَى المُوَحِّدِينَ؛ فالمؤمن يَسْلَمُ من الشِّرك الأكبر، لكنَّه قد لا يَسْلَمُ مِنَ الشِّرْكِ الأصغر، وهنا تَكْمُنُ خُطُورَتُه.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (19606)، وأبويعلى رقم (58)، والطبراني في «الأوسط» رقم (3479).