بَراءَة المُؤمنِين مِن هَذا المَذهَب:
****
وَأما
المُؤْمِنُونَ بِاللَّه وَرَسُوله عوامُّهم وخواصُّهم، الذين هم أهل الكتاب كَمَا
قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ»،
قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «أَهْلُ القُرْآَنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ
وَخَاصَّتُهُ» ([1])
****
ذَكرَ الشَّيخُ رحمه الله أنَّ الصُّوفِيَّة،
خُصوصًا الغُلاَة مِنهُم، يُقسِّمُون النَّاس إِلى: خَاصَّة، وعَامَّة:
الخَاصَّةُ:
هُم الذِينَ يَزعُمونَ أَنَّهم عَرَفوا اللهَ، وَوصَلوا إِليهِ، وَسقَطتْ عَنهُم
التَّكالِيفُ، فَليس عَليهِم صَلاةٌ وَلا زَكاةٌ وَلا أَوامِرُ ولا نَوَاه.
وأمَّا
العَامَّة عِندَهُم: فَهُم العَوامُّ، الذِين لَم يَصِلوا إِلى اللهِ، فَهؤلاَء
تَوجَّه إِليهِم الأمْرُ بِالتَّحليلِ وَالتَّحرِيم، وَهُم الرُّسُل وأَتبَاع
الرُّسُل، الذِين يَحتاجُون إِلى الأَوامِر والنَّوَاهي وَالشَّرع.
والشَّيخُ
رحمه الله يَقولُ عَن هَذا التَّقسِيم: بَاطل، فَالمُؤمِنُون هُمْ أَولِياءُ اللهِ
وَخاصَّتُه، عَوامُّهُم وَعُلمَاؤُهم، وَهُم الذِين عَرَفوا اللهَ حَقيقَةً
بِأسْمائِه وَصِفَاته وَشَرعِه وَدِينه، فَهُم كُلُّهمْ أَولياءُ اللهِ سبحانه
وتعالى.
وَقدْ سمَّاهُم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم: «أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ»، وَهَذه أَرفَع مَنزِلَة وَأعْلَى دَرَجة، وَمَع هَذا لَمْ تَسقطْ عَنهُم التَّكَاليفُ كَما يَقُول الصُوفيَّةُ مَهما بَلَغوا مِنَ المَنزلَة عِندَ اللهِ.