×
شرح كتاب العبودية

شَبَهُ هَؤلاء بالمُشْرِكين:

****

وَلاَ ريب أَن المُشْركين الذين كذبُوا الرَّسُول يَتَرَدَّدُونَ بَين البِدْعَة المُخَالفَة لشرع الله؛ وَبَين الاِحْتِجَاج بِالقدرِ على مُخَالفَة أَمر الله؛ فَهَؤلاء الأَصْنَاف فِيهم شبه من المُشْركين، إِمَّا أَن يبتدعوا، وَإِمَّا أَن يحتجوا بِالقدرِ وَإِمَّا أَن يجمعوا بَين الأَمريْنِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى عَن المُشْركين: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ [الأعراف: 28].

****

  فَالمُشركُونَ كَذَبوا عَلى اللهِ سبحانه وتعالى، كَما قَال عَنهُم: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ أي: أنَّ اللهَ قدَّرَها عَلينَا فَاحتجُّوا بِالقدَر عَلى فِعل الفَواحِش وَأنَّ اللهَ رَاضٍ عَنهم فِي ذَلكَ.

فرَدَّ اللهُ عَليهِم بِقولِه: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ واللهُ سُبحَانه نَهَى عَن كَشفِ العَورَات وسَمَّى ذَلك فَاحشَة، ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٢٨قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ ٢٩ [الأعراف: 28- 29].

أي: أخْلَصوا للهِ عز وجل، فإقَامةُ الوجُوهِ مَعناهُ الإخْلاَص للهِ عز وجل بالعَمل. فَاللهُ أمَر بِالقسْطِ وهُوَ العَدلُ، وَلم يَأمُر بِالجَور والظُّلمِ، وأمَرَ بِإخلاصِ العِبَادة لَه سُبحانَه، وَلم يَأمُر بِالشِّركِ والفَواحِش.


الشرح