×
شرح كتاب العبودية

·       المُسلِم يَتبِّع مَا شَرَعه اللهُ وَلا يتَّبع هَوَاه:

* الذِي يتَّبِع هَواهُ لاَ يَكون مُتبِعًا لِدين شَرَعه اللهُ، وَإنَّما يتَّبع الدِّين الذِي يُملِيه عَليهِ هَواهُ وَله حَالاَن: إِمَّا أن يَكون صُوفيًّا غَاليًا يتَّبع مَا يُسمَّى بِالحقِيقة وَلا يتَّبِع الشَّريعَة، ويَقولُون: الحَقيقةُ للخَواصِّ والشَّريعَةُ للعَوامِّ، وهَذهِ الحَقيقَة بِدعَة ابْتدعُوهَا. وإمَّا أَن يَكون جَبريًّا يَحتجُّ بالقَدر كَما سَبق بَيانُه.

«واللهُ تَعالى قالَ: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ»، أيُّها الرَّسُول، ﴿عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ، وهَذه الشَّريعَة مَا شَرعَه مِن الأمْرِ والنَّهي، ﴿فَٱتَّبِعۡهَا، أي: اتَّبِع هَذه الشَّريعَة، ولا تَبغ بِها بَديلاً، ﴿وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ، فيأخُذُون بِما يُسمُّونه الحَقيقَة ويَتركُون الشَّريعة، أو يَحتجُّون بالقَدَر علَى تَرك الشَّريعَة.

وهِي أهْوَاء لَيست مَبنيَّة عَلى العلم، وإنَّمَا هِي مَبنيَّة عَلى الذَّوقِ والوَجدِ ومَا أشْبَه ذَلك مِمَّا تَهواهُ نُفوسُهم، ثَمَّ قَال: ﴿إِنَّهُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ٔٗاۚ، أي: لَو اتَّبَعت أهْواءهُمْ وَتركتَ الشَّريعَة لَن يُغْنوا عنْكَ يَومَ القيَامَة مِن اللهِ شَيئًا، وَلن يُخلِّصوكَ مِن عَذابِ اللهِ جل وعلا.


الشرح