×
شرح كتاب العبودية

 رَسُولَ اللهِ» بفتح «رسولَ» ولمَّا نصبَ «رسولَ» استنكَرَ الأعرابيُّ ذلك، لأنَّ بديهتَه وسليقتَه في اللغةِ العربيَّةِ لمْ تَقْبَلْ ذلك، قال: «هَذَا الاِسْمُ فَأَيْنَ الخبَرُ عَنْهُ الَّذِي يَتِمُّ بِهِ الْكَلاَمُ؟» لأنها لا تحصُلُ الفائدةُ إلا بذلكَ، فالأعرابِيُّ استنكَرَ كلامَ هذا المؤذِّنَ لأنَّه عربيٌّ فصيحٌ.

·       الرَّدُّ على شبهتِهم الثانية:

هذه شبهةٌ ثانيةٌ وهيَ قولُه تَعالى: ﴿وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ قالوا: المرادُ الاسمُ المفردُ، تقولُ: اللهُ اللهُ، أو هوَ هوَ، وهو بزعمِهم المرادُ باسمِ ربِّك.

والجواب: أن هذا «لاَ يَقْتَضِي ذِكْرَهُ مُفْرَدًا»، أي: ذكر الاسمِ مفردًا؛ لأنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم بيَّنَ كيف يُسَبَّحُ باسمِ الرَّبِّ بأنْ تقولَ: سُبحانَ ربِّيَ العظيمِ، لأنَّها نزَلَتْ آيةٌ: ﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ [الواقعة: 74]، قالَ: «اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ»، ولمَّا نزَلَ قولُه تَعالى: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى [الأعلى: 1]، قال: «اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ»، فجاءَ بجملةٍ مفيدةٍ.


الشرح