لا يَجوزُ الاعتِمَاد عَلى الكَرامَات وَخَرقِ
العَادات
****
ومِنهُم طَائفةٌ
قَد تَترُك المُستحبَّات مِن الأعْمال دُون الوَاجباتِ، فَتنقص بِقدر ذَلك،
وَمِنْهُم طَائِفَة يغترون بِمَا يحصل لَهُم من خَرق عَادَة مثل مكاشفة؛ أَو
استجابة دَعْوَة مُخَالفَة للْعَادَة العامة، وَنَحْو ذَلِك، فيشتغل أحدهم عَمَّا
أَمر بِهِ من العِبَادَة وَالشُّكْر وَنَحْو ذَلِك. فَهَذِهِ الأُمُور وَنَحْوهَا
كثيرًا مَا تعرض لأهل السلوك والتوجه؛ وَإِنَّمَا ينجو العَبْد مِنْهَا بمُلازَمة
أَمر الله الذي بعث بِهِ رَسُوله فِي كل وَقت. كَمَا قَالَ الزُّهْرِيّ: «كَانَ من
مضى من سلفنا يَقُولُونَ: الاِعْتِصَام بِالسنةِ نجاة». وَذَلِكَ أَن السّنة -
كَمَا قَالَ مَالك رَحمَه الله - مثل سفينة نوح من ركبهَا نجا وَمن تخلف عَنْهَا
غرق.
****
*
قال شُعيبُ عليه السلام لِقومِه: ﴿إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ
وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ﴾ [هود: 88]، فالتَّوفِيق سَببُ التَّوكُّل والإنَابَة.
ومِن
هَؤلاءِ الضَّالين:
منْ
لا يَترُك الأسْبابَ كُلَّها، لَكن يَفعَل الوَاجبَات، وَيترُك المُستَحبَّات،
وَهذا نَقصٌ؛ فَالمستَحبَّات مَع الوَاجبَات سَببٌ مِن الأسْبَاب.
ومِنهُم
مَن يَنشَغلُ بِما يَحصُل لَه منَ الكَرامَات عَن عِبادَة اللهِ وشُكرِه.
*
هذهِ الأُموُر تَحصُل: «لأِهلِ السُّلوكِ
والتَّوجُّه»، وَهم الصُّوفيَّة.
الصفحة 1 / 397