×
شرح كتاب العبودية

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ [آل عمران: 31]،

****

إِلَيْهِ، ولا تأخذهم في الله لومة لائم.هذه صفات أولياء الله سبحانه وتعالى وعلامات الَّذين يحبُّونه حقًّا.

وقد ادَّعى قَوْمٌ كاليَهُودِ والنَّصَارَى أنَّهم يحبُّون الله، وقالت اليَهُودُ والنَّصارى: ﴿نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ [المائدة: 18] فامتحنهم الله في هذه الآية، فقال: ﴿قُلۡ أي: أيُّها الرَّسول لمن يدَّعون محبَّة الله ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [آل عمران: 31]؛ فَهَذِهِ الآيَةُ تُسَمَّى آَيَةَ الامتحان.

فقد امتحنهم الله عز وجل فهم يدَّعُونَ أنَّهم يحبُّون الله، ولكنَّهم لا يتَّبعون محمَّداً صلى الله عليه وسلم، ولا يؤمنون به، فكان قَوْلُهُم باطلاً. وهذا يَنْطَبِقُ عَلَى كُلِّ مَنْ يدَّعي محبَّة الله، وهو يُخَالِفُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم في كَثِيرٍ من أوامره ونواهيه، ويتقرَّب إلى الله بالبِدَعِ والمُحْدَثَاتِ، فهذا دَلِيلٌ على أنَّه كاذب في دعوى محبَّته لله عز وجل إذا كان لا يَتَّبِعُ رَسُولَهُ.

·       علامات محبة الله تعالى:

العلامة الأولى: التَّوحيد وإخلاص العبادة له؛ فَمَنْ أَحَبَّ اللهَ عز وجل أَخْلَصَ له العبادة، ولم يُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ [البقرة: 165]؛ فلو كانوا يحبُّون الله حقًّا؛ لأَفْرَدُوهُ بالعِبَادَةِ، وَلَمَا أحبُّوا معه غَيْرَهُ مَحَبَّةَ عِبَادَةٍ.


الشرح