×
شرح كتاب العبودية

فَإِن الرَّسُول يَأْمُرُ بِمَا يُحِبُّ الله، وَيَنْهَى عَمَّا يُبْغِضُهُ اللهُ، وَيَفْعَلُ مَا يُحِبُّهُ الله

****

العلامة الثانية: أن يَتَّبِعَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه رَسُولُ الله إلى البَشَرِيَّةِ والنَّاس عَامَّةً؛ فَمَنْ يَدَّعِي أنَّه يُحِبُّ الله وَيَكْفُرُ بمحمَّد صلى الله عليه وسلم فهو كذَّاب في دَعْوَى محبَّته لله.

العلامة الثالثة: أن يقدِّم ما يحبُّه اللهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم على ما تُحِبُّهُ نَفْسُهُ؛ قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ [التوبة: 24]؛ أَيِ: انْتَظِرُوا العُقُوبَةَ.

فَهَذِهِ عَلامَاتُ مَحَبَّةِ الله.

وفي قوله تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [آل عمران: 31]؛ ذَكَرَ علامة محبَّة الله، وَذَكَرَ ثَمَرَتَهَا.

أمَّا علامتها فهي اتِّباع الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وأمَّا ثَمَرَتُهَا فهي قَوْلُهُ تعالى: ﴿يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ.

وقوله: «فَإِنَّ الرَّسُولَ يَأْمُرُ بِمَا يُحِبُّ الله وَيَنْهَى عمَّا يُبْغِضُهُ الله وَيَفْعَلُ ما يُحِبُّهُ الله»: فالرَّسول صلى الله عليه وسلم مَعْصُومٌ فيما يُبَلِّغُ عن الله، لا يَأْتِي بشيء من عنده؛ فهو معصوم في الرِّسالة والتَّبْلِيغِ؛ فلذلك كان اتِّباعه عَلامَةً على محبَّة الله؛ لأنَّه لا يَأْمُرُ إلاَّ بما أَمَرَ اللهُ به، ولا يَنْهَى إلاَّ عمَّا نَهَى اللهُ عنه، لا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِهَوَى نَفْسِهِ، أو لأَغْرَاضِهِ،


الشرح