×
شرح كتاب العبودية

وَبِقَدْرِ نَقْصِ هَذَا يَكُونُ نَقْصُ هَذَا؛ وَكلَّما كَانَ فِي الْقلب حُبٌّ لِغَيْرِ الله، كَانَت فِيهِ عُبُوديَّةٌ لِغَيْرِ الله بِحَسَبِ ذَلِك، وَكلَّمَا كَانَ فِيهِ عبوديَّة لِغَيْرِ اللهِ، كَانَ فِيهِ حُبٌّ لِغَيْرِ الله بِحَسَبِ ذَلِك.

وَكُلُّ مَحَبَّةٍ لاَ تَكُونُ لله فَهِيَ بَاطِلَةٌ،

****

قوله: «وَبِقَدْرِ نَقْصِ هَذَا يَكُونُ نَقْصُ هَذَا»: أَيْ: بِقَدْرِ ما تنقص المحبَّة لله، تَنْقُصُ العبوديَّة لله سبحانه وتعالى.

«وَكُلَّمَا كَانَ فِيهِ عُبُودِيَّةٌ لِغَيْرِ اللهِ كَانَ فِيهِ حُبٌّ لِغَيْرِ اللهِ بِحَسَبِ ذَلِكَ»: كلَّما كان في القلب محبَّة لغير الله، كانت فيه عبوديَّة لغير الله.

فالمشركون يحبُّون الله، ويعملون بعض أعمال العبادة؛ فهم يحجُّون، ويَعْتَمِرُونَ، ويتصدَّقون، ولكنَّهم يحبُّون مع الله غَيْرَهُ من الأصنام والأحجار والأشجار؛ قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ [البقرة: 165]، فساووهم بالله في المحبَّة، فعبدوهم مع الله سبحانه وتعالى.

·       العبادة الصحيحة والعبادة الباطلة:

* كل عبادة لا تكون لله فهي باطلة، ولا تنفع صاحبها؛ لأنَّها مؤسَّسة على المحبَّة لغير الله، ويتبرَّأ المَحْبُوبُ من المُحِبِّ، والشَّريكُ من المُشْرِكِ، والخَلِيلُ من خَلِيلِهِ يَوْمَ القيامة، إذا كانت الخُلَّةُ والمَحَبَّةُ والعبادة على البَاطِلِ؛ قال تعالى: ﴿إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ ١٦٦وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ ١٦٧ [البقرة: 166- 167].


الشرح