ثمَّ المُعْتَزلَة أَثْبَتَت الأَمر وَالنَّهْي
الشرعيين دون القَضَاء وَالقدر الذين هما إِرَادَة الله العَامَّة، وخلقه لأفعال
العباد، وَهَؤُلاَء أثبتوا القَضَاء وَالقدر، وَنَفَوْا الأَمر وَالنَّهْي فِي حق
من شهد القدر، إِذْ لم يُمكنهُم نفي ذَلِك مُطلقًا. وَقَول هَؤُلاَءِ شَرّ من قَول
المُعْتَزلَة؛ وَلِهَذَا لم يكن فِي السّلف من هَؤُلاَءِ أحدٌ،
****
فِرَقُ النَّاسِ فِي القَضاءِ والقَدرِ
والشَّرعِ الذي هُو الأَمرُ وَالنَّهي:
أولاً:
«المُعتَزلَة أَثبَتَت الأَمرَ وَالنَّهي
الشَّرعِيَّينِ دُون القَضاءِ وَالقَدرِ»؛ المُعتَزِلَة أثْبَتُوا الشَّرعَ
الذِي هُو الأَمرُ والنَّهي وَأنكَرُوا القَضاءَ والقَدَر فِي أفْعَال العِبَاد، فَيقُولونَ:
العِبَادُ هُم الذِينَ خَلقُوا أفْعَالَهم مِن طَاعاتٍ وَمعَاصي دُون أَن يُقدِّر
اللهُ ذَلك عَليهِم.
ثانيًا:
الجَبْرِيَّة: «وَهَؤلاَء أثْبَتُوا
القَضَاء والقَدَر»، لِكنَّهُم قَالوا: إِنَّ الإنْسانَ مَجبُور عَلى أفْعَاله،
فَلا يُؤاخَذُ عَليهَا، فَهُم أثْبَتوا القَضَاء والقَدرَ وَنفَوا أفْعالَ
العِبَاد عَكس المُعتَزِلة.
قَال
الشَّيخُ: «وَقَول
هَؤلاءِ شَرٌّ مِن قَول المُعتَزِلة»، وَوجُه ذَلكَ أنَّ المُعتَزلَة
يُعظِّمون الأَمرَ والنَّهيَ، فَإنَّهُم يعَظِّمونَ الشَّريعَة بِخلافِ
الجَبرِيَّة الذِين لاَ يُعظِّمون لاَ الأَوامِر وَلاَ النَّواهِي.
الصفحة 1 / 397