ولا
يعْمَلُ بمقْتَضاها، فيدعو غيرَ اللهِ، ويَعبُدُ غيرَ اللهِ، فهذا مُخالِفٌ
لمُقْتضاها، فهيَ كلمةٌ عظيمةٌ، من حقَّقها دَخَلَ الجنَّةَ، وهيَ مِفتاحُ
الجنَّةِ.
*
انتقَلَ المصنِّفُ إلى بَيانِ الأذكارِ المشروعةِ، والأذكارِ الباطلَةِ «وهيَ أذكارُ الصوفيَّةِ»، فأذكارُ أهلِ
السُّنةِ والجماعةِ وأذكارُ الأنبياءِ والمرسلينَ: «لا إِله إِلاَّ الله»، جميع هذه الكلمة العظيمة يأتون بها كاملة
بنفيها وإثباتها؛ وأذكارُ الصُّوفيَّةِ أنَّهم يقولون: «الله الله». بالاسمِ المفردِ، وهو ذكْرُ الخَّاصَّةِ منَ
الصُّوفيَّةِ، أما خاصَّةُ الخاصَّةِ منهم فيقولون: «هو هو». ولا يقولون: «لا
إِله إِلاَّ الله». بل إما أنَّهم يقولون: «الله الله». أو يقولون: «هو
هو». ضميرٌ منفصلٌ، وهذا مخالِفٌ لذكْرِ الرُّسلِ وأتباعِهم، فهم يقولون: «لا إِله إِلاَّ الله» وهي جملةٌ مفيدةٌ،
وأما هؤلاء فيأتُون بلفظٍ مفردٍ مُبهمٍ لا يُفيدُ معنى؛ إمَّا اسمٌ ظاهرٌ، وإما
اسمٌ مضمرٌ «الله الله»، والكلامُ لا
بدَّ أن يكون جملةً مفيدةً.
الصفحة 1 / 397