×
شرح كتاب العبودية

وَمَن زعم أَن هَذَا ذكرُ الْعَامَّة، وَأَنَّ ذكرَ الْخَاصَّة هُوَ الاِسْم الْمُفْرد، وَذكرَ خَاصَّة الْخَاصَّة هُوَ الاِسْم الْمُضمَر، فهم ضَالُّون غَالِطُون.

****

  قوله: «وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا ذِكْرُ الْعَامَّةِ»: أي: ذكْرَ الرُّسلِ وأتباعِهم.

قوله:«وأَنَّ ذِكْرَ خَاصَّةِ الخاصَّةِ هُوَ الاِسْمُ المُضْمَرُ»: «هو هو».

لمَّا ذكر الشيخُ رحمه الله في الكلامِ السَّابقِ فضلَ ذكرِ اللهِ عز وجل، وأنَّ اللهَ جل وعلا أمرَ بذكرِه، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حثَّ على ذلك؛ بيَّنَ ما ابتُدِعَ في الذِّكْرِ عندَ الصُّوفيَّةِ، وذلك أنَّهم يقولون في الأذكارِ الواردةِ في القرآنِ والسُّنَّةِ، والَّتي هي جُملٌ تامَّةٌ مُفيدةٌ، مثْلُ: «لا إِله إِلاَّ الله، لا حَولَ وَلا قوَّةَ إِلا بالله، سُبحَان اللهِ...». يقولون: هذا ذكرُ العامَّةِ الذين لم يصِلوا إلى الحقيقةِ، أمَّا الصُّوفيَّةُ فلهم ذِكرٌ خاصٌّ، وهو أفضلُ من ذكْرِ العامَّةِ الذي قال فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلي: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

أما ذكْرُ الخواصِّ من العبَّادِ فهو إما اسْمٌ مفردٌ: «الله الله»: وإمَّا ضميرٌ منفصلٌ: «هو هو». وبعضُهم يقولُ: أخشى لو قلْتُ: «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ». أو: «لا إله إلا هو» أنْ يدركَني الموتُ قبلَ أن أُكْمِلَ. فيقتصِرُ على كلمةٍ واحدةٍ وهي: «الله»، أو «هو» خشيةَ أنْ يأخذَه المَوتُ قبلَ أن يُكمِلَ.

وهذا لا شكَّ أنَّه باطلٌ وليسَ ذِكرًا، فالاسمُ المفردُ ليسَ ذِكْرًا؛ لأنَّه لا يُفيدُ شيئًا، فلو قلت: محمدٌ، عليٌّ. فقط لم تأتِ بفائدةٍ؛ فلا بدَّ أن


الشرح