×
شرح كتاب العبودية

إلى حَالَةٍ لا يميِّزون بين الطَّيِّب والخَبِيثِ، والخير والشَّرِّ؛ لأنَّ الشَّيْطَانَ يَحْمِلُهُم إلى مِثْلِ هذه الأمور، حتَّى إنَّ بَعْضَهُمْ يَسْتَغْفِرُ إذا صَحَا مِمَّا صَدَرَ مِنْهُ. وَكُلُّ هذا بِسَبَبِ دَعْوَى المحبَّة.

·       دليل المحبة الصحيحة وثمرتها:

«وَلِهَذَا أَنْزَلَ اللهُ لِلْمَحَبَّةِ مِحْنَةً يَمْتَحِنُ بِهَا المُحِبَّ فَقَالَ: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ [آل عمران: 31] »: هذا أَمْرٌ مِنَ الله جل وعلا لِرَسُولِهِ محمَّد صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ لِليَهُودِ والنَّصَارَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أنَّهم يحبُّون الله﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢ [آل عمران: 31- 32].

فَعَلامَةُ مَحَبَّةِ الله وَدَلِيلُهَا اتِّباعُ رَسُولِهِ. فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ ولكنَّه لا يتَّبع رَسُولَه، فهو كاذب، كالصُّوفيَّة، وأمثالهم ﴿يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ [آل عمران: 31]، وهذه ثَمَرَةُ المَحَبَّةِ لله عز وجل؛ فمحبَّة الله عَلامَتُهَا: اتِّبَاعُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وَثَمَرَتُهَا: ﴿يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ؛ فَفِي هذه الآيَة عَلامَةَُ محبَّته وَثَمَرَتُهَا.

وليس هذا الخِطَابُ خَاصًّا باليَهُودِ والنَّصَارَى؛ فَقَوْلُهُ: ﴿فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ ليس خاصًّا باليَهُودِ والنَّصَارَى، وإن كان سَبَبُ نُزُولِ الآية فيهم، ولكن العِبْرَةُ بعموم اللَّفظ، لا بِخُصُوصِ السَّبَب؛ فهذا عَامٌّ، فَمَنْ يدَّعي مَحَبَّةَ الله من الصُّوفيَّة وغيرهم.


الشرح