وَإِن ظن مَعَ ذَلِك أَنه من خَواصِّ أَوْلِيَاءِ
اللهِ وَأهلِ الْمعرفَةِ وَالتَّحْقِيق الَّذين سقَطَ عَنْهُم الأَْمرُ وَالنَّهْي
الشَّرعيان، كَانَ من أشَرِّ أهلِ الْكفْرِ والإلحاد.
زَعْمهم
أنَّ من أولياءِ اللهِ مَن تسقُطُ عنْه
التَّكاليفُ
الشَّرعية:
وَمن ظَنَّ أَنَّ
الخَضِرَ وَغَيرَه سقطَ عَنْهُم الأَْمرُ لمشاهدةِ الإِْرَادَةِ، وَنَحْو ذَلِك،
****
«وإنْ
ظنَّ مع ذلك أنَّه من خَواصِّ أولياءِ اللهِ وأهلِ المعرفةِ والتحقيق»:
غُلاَةُ الصُّوفيةِ يقولون: نحنُ من خواصِّ أولياءِ الله؛ ولذلك يُسمُّون «الخواص»، «وخاصة الخاصة»؛ لأنَّهم عَرفُوا اللهَ عز وجل، مع أنَّ اللهَ عرَفَه
أبو جهلٍ وأبو لهبٍ وعرَفَه المشركون ولم ينفَعْهم ذلك.
«الذين يسقُطُ عنهم الأمرُ والنهيُ
الشرعيان»: فهم يقولون: إذا وصَلَ الإنسانُ إلى معرفةِ اللهِ
ومشاهدةِ توحيدِ الربوبية، فلا حاجةَ إلى أن يُصلِّي ويصومَ ويتَجنَّبَ
المُحَرَّمات، فكُلُّ شيءٍ مباحٌ له، الزِّنا واللِّواطُ والسَّرقةُ وكلُّ شيء؛
لأنَّه رُفِعَت عنه التكاليفُ وليسَ عليه وَاجِبات؛ لأنَّه عرَفَ اللهَ ووصَل،
وصار من خَواصِّ أولياءِ الله، وهو في الحقيقةِ من خواصِّ جُندِ إبليس.
«كان من أشَرِّ أهلِ الكفرِ
والإلحاد»: بل أشرِّ من إبليس؛ لأنَّ إبليسَ لم يعترِضْ على
الأوامرِ والنَّواهي إنَّما حسَدَ آدمَ وحملَه الحسد على الكفرِ باللهِ عز وجل.
الصفحة 1 / 397