* يقولون بأنَّ الخَضِرَ وهو العبدُ الصالحُ الذي ذكَرَه اللهُ في سورةِ «الكهف» حيثُ قالَ فيه: ﴿فَوَجَدَا عَبۡدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا﴾ [الكهف: 65]، قد سقطَتْ عنه التكاليفُ لأنَّه لم يتَّبِعْ موسى عليه السلام وليس بحاجةٍ إلى أنْ يتَّبِعَ الأنبياء، وقد كذَبوا على الخضِر، لأنَّ اللهَ قال فيه: ﴿فَوَجَدَا عَبۡدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا﴾ [الكهف: 65]، فهو من عبادِ اللهِ المتقين، وقال بعضُ العُلماء: إنه نبيٌّ وله مُعجِزات، فهو عبدٌ من عبادِ اللهِ وليسَ كما تدَّعي الصُّوفيةُ أنَّه وصَلَ إلى الله، وأنَّه ليس بحاجةٍ إلى اتِّباعِ موسى، وقد خرَجَ عن شريعةِ موسى. والجواب: أنَّ شريعةَ موسى ليستْ عامَّةً بل هي خاصَّةٌ بقومِه، وإنَّما شريعةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم هي العامة، أمَّا بقيَّةُ الأنبياءِ - عليهم الصلاةُ والسلام - فشرائعُهم خاصَّةٌ بأقوامِهم؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الخصائصِ التي أُعْطِيها: «وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً» ([1])، فالخَضِرُ لم يُؤمَرْ باتِّباعِ موسى، ولا تشملُه رسالةُ موسى عليه السلام.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (335).