وَهُوَ وَإِن كَانَ قد خلق مَا خلقه بِأَسْبَاب،
فَهُوَ خَالق السَّبَب والمقدر لَهُ، وَهو مفتقر إِلَيْهِ كافتقار هَذَا، وَلَيْسَ
فِي المَخْلُوقَات سَبَب مُسْتَقل بِفعل وَلاَ دفع ضرر بل كل مَا هُوَ سَبَب
فَهُوَ مُحْتَاج إِلَى سَبَب آخر يعاونه وَإِلَى مَا يدْفع عَنهُ الضِّدّ الَّذِي
يُعَارضهُ ويمانعه.
وَهُوَ
سُبْحَانَهُ وَحده الغني عَن كل مَا سواهُ، لَيْسَ لَهُ شريك يعاونه وَلاَ ضد
يناوئه ويعارضه. قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا
تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ
كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ
قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر: 38]
****
وَقال
في الآيَةِ الأخْرى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن
يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]، فالإسْلاَم هُو التَّوحِيد وَتركُ
الشِّركِ وَهُو دِين جَميعِ الأنْبياءِ، فَلا سَبيل لِلنَّجاةِ إِلا بِالتَّوحيدِ،
وَهُو عِبادة اللهِ وَحدَه لاَ شريك لهُ. بِما شَرع فِي كُلِّ وَقتٍ بحَسبِهِ.
وَقَال
تَعَالى: ﴿أَفَغَيۡرَ
دِينِ ٱللَّهِ يَبۡغُونَ وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ
طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا﴾ [آل عمران:
83]، فاليَهُود والنَّصَارى يبْغُون غَير دِين اللهِ الذي جَاء بهِ مُحمَّدٌ صلى
الله عليه وسلم للنَّاسِ كافَّةً.
كَونُ الحَوادثِ مَبنيَّة عَلى أسباب
فَالأسْبابُ مَخلوقةٌ للهِ لاَ تَستقِلُّ بِنفسِهَا:
قالَ
الشَّيخُ: «وَهو وَإنْ
كَان قَدْ خَلقَ مَا خَلقَه بِأسْباب، فَهُو خَالق السَّبب والمُقدِّر لَهُ»؛
فهُوَ الخَالق لِكلِّ شَيءٍ وإِنْ كَان بَعضُ الأشْياء
الصفحة 1 / 397