يُوجد بِأسبَاب، مِثل الوَلَد يُوجَد بِسبَب
الزَّواجِ والاتِّصَال الجِنْسي، وَلكِن مَن الذِي خلَقَ قَدَر الزَّوَاج وَخَلق
الوَلَد؟ هُو اللهُ، فَكم مِن مُتزوِّج وَلا يُرزَق الأَولاد؛ لأنَّ اللهَ لَم
يُردْ لَه ذَلكَ، فالسَّبب وَحْدَه لاَ يَكفي حَتَّى يُقدِّر اللهُ تأثِيرَهُ،
فَهو مُسبِّب الأسبَابِ، وَهو الذِي خَلق الأسْبابَ والمُسبِّبات.
والأسْبابُ
أيضًا تَحتاجُ إلَى أسْباب وَلا تَستَقِلُّ بِالتَّأثير.
وَلِهذا
قَال الشَّيخُ: «وَليسَ
فِي المَخلُوقات سَببٌ مُستقِلٌّ»؛ لِإيجَاد النَّتيجَة المُترتِّبَة عَليه
إلاَّ بِانضِمَام أَسبَاب أُخْرى إِليه.
قَالَ
تَعَالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ
تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: 49]، أمَّا
اللهُ تَعالى فَإنَّه لاَ يحتَاج إِلى مَن يُعينُه وَلا أَحد يُمانِعُه وَيُضاده.
قَال
الشَّيخُ: «وَهُو
سُبحانَهُ وَحدَه الغَنيُّ عَن كُلِّ مَا سِواه، لَيسَ لَه شَريكٌ يُعاوِنه وَلا
ضِدٌّ يُناوِئه وَيعارِضُه».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد