وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِن
يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يَمۡسَسۡكَ
بِخَيۡرٖ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [الأنعام: 17].
وَقَالَ تَعَالَى
عَن الخَلِيل: ﴿فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمۡسَ
بَازِغَةٗ قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَآ أَكۡبَرُۖ فَلَمَّآ أَفَلَتۡ قَالَ يَٰقَوۡمِ
إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ ٧٨إِنِّي وَجَّهۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ حَنِيفٗاۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٧٩وَحَآجَّهُۥ
قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا
تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ
عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ٨٠﴾ [الأنعام: 78- 80]، إِلَى
قَوْله: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ
يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم
مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82] .
****
ذَكر اللهُ سبحانه وتعالى قِصَّة مُحاجَّة
إِبراهِيمَ الخَليلِ عليه السلام لِقومِه الذِين يَعبدُون الكَواكِب، فَبعثهُ
اللهُ إليْهِم يَدعوهُمْ إِلى عِبادة اللهِ وتَركِ عِبادَة الكَواكِب، وَقد
ناظَرَهم علَى ذَلكَ، كَما ذَكَر الله سبحانه وتعالى فِي سُورَة «الأَنعَام»: أنَّه ناظَرهُم فِي إبْطَال
عِبادَة الكَواكِب.
قَال
اللهُ جل وعلا: ﴿وَكَذَٰلِكَ
نُرِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِينَ﴾ [الأنعام: 75]، وَقَد أعَطَاه اللهُ مِن البَراهينِ
والعِلمِ مَا يَخصِمُ بِه المُشركِين، ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيۡهِ ٱلَّيۡلُ﴾، يَعني: غَطَّاه بِظلامِه، ﴿رَءَا كَوۡكَبٗاۖ﴾،
أي: نَجْمًا، ﴿قَالَ
هَٰذَا رَبِّيۖ﴾، يُريدُ بذلِكَ أنْ يُبطِل
بِالمُناظَرة عِبادة الكَواكِب، قَال: ﴿هَٰذَا رَبِّيۖ﴾
أي: بزَعمِكم؛ فَهذا مِنْ بابِ التَّنَزُّل مَعهم حتَّى يَخصِمَهم.
﴿فَلَمَّآ أَفَلَ﴾
أي: غَاب النَّجمُ، قَال: ﴿لَآ أُحِبُّ ٱلۡأٓفِلِينَ﴾؛
لأنَّ أُفُوله دلَّ عَلى أنَّه مَخلوقٌ يُدبر، وأنَّه يَطَّلع وَيغيبُ بِأمرِ
اللهِ سبحانه وتعالى،