×
شرح كتاب العبودية

وَكُلُّ عَمَلٍ لاَ يُرَادُ بِهِ وَجْهُ الله فَهُوَ بَاطِلٌ.

****

هذا كلُّه سَبَبُهُ محبَّة غير الله عز وجل؛ فقد جرَّتهم إلى الشِّرْكِ، وعبادة غير الله، ثمَّ إنَّ هؤلاء المحبوبين تبرَّءوا منهم في أَشَدِّ المواقف حَرَجًا؛ قال تعالى: ﴿ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۢ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ [الزخرف: 67]؛ لا تَبْقَى مودَّتهم بينهم.

أمَّا المحبوب لله وَحْدَهُ فَتَبْقَى مودَّتهم بينهم في الجنَّة؛ قال تعالى: ﴿وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ [الحجر: 47]؛ فالمحبَّة إذا كانت في الله تَبْقَى في الجنَّة، وإذا كانت في غير الله تكون حَسْرَةً على صاحبها يوم القيامة.قال بعض العلماء: ﴿وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ أي: المحبَّة.

قوله: «وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل»: كُلُّ عَمَلٍ من أعمال العبادة والتَّقرُّبات لا يُرَادُ به وَجْهُ الله - أي لا يَكُونُ خَالِصًا لله - فهو باطل. لذلك فأعمال المشركين يوم القيامة وَوَقْتَ الحاجة إليها تَكُونُ هَبَاءً مَنْثُورًا؛ قال تعالى: ﴿وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا [الفرقان: 23].

تَكُونُ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ؛ قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡ‍َٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡ‍ٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ [النور: 39].

تكون كَرَمَادٍ اشتدَّت به الرِّيح؛ قال تعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ [إبراهيم: 18].


الشرح