قَولُه تَعَالى:
﴿ثُمَّ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ﴾، هَذا خِطابٌ لِخاتَم النَّبيِّينَ مِن وَلدِ إِبراهيمَ
وَهُو مُحمَّد , ﴿أَنِ ٱتَّبِعۡ
مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ﴾، فِي
التَّوحِيد وَالعَقيدَة والإخْلاصِ للهِ.
*
ولمَّا ادَّعَت اليَهودُ والنَّصارَى أنَّ إبْرَاهيم مِنهُم وأنَّهُم عَلى دِينهِ
قَال الله تَعالى ﴿إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ
بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾
[آل عمران: 68].
فَهَذا
رَدٌّ عَلى اليَهود والنَّصَارى الذينَ ادَّعَوا أنَّهم عَلى مِلَّة إبْرَاهيم، وأنَّ
إبْرَاهيمَ مِنهُم، فَاليَهودُ يدَّعُون أنَّ إبْرَاهيم مِنهُم، والنَّصَارى
كَذلِك يَدَّعونَ أنَّ إِبرَاهيمَ مِنهم، وردَّ عَليهِم اللهُ بِقولِه
تعالى: ﴿مَا كَانَ
إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّٗا وَلَا نَصۡرَانِيّٗا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفٗا مُّسۡلِمٗا
وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾
[آل عمران: 67].
ثُمَّ
بيَّنَ مَن هُو عَلى دِينِ إِبراهِيمَ حَقيقَةً فَقَال: ﴿إِنَّ
أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ﴾،
واليَهُود لَم يتَّبِعوا إِبرَاهيمَ، والنَّصَارى لَم يَتَّبعُوا إبْراهيم عليه السلام،
﴿وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ﴾
يعني: مُحَمَّدًا , ﴿وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْۗ﴾، فأوْلَى النَّاس
بِإبرَاهِيم مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وأمَّتُه، وَأمَّا اليَهود والنَّصَارى
فَليسَ لَهم عَلاقَة بِإبرَاهِيم عليه الصلاة والسلام، وهُو بَريءٌ مِنهُم؛ لأنَّ
اللهَ يَقولُ: ﴿وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾.
الصفحة 2 / 397