وَقد صنَّفَ صَاحِبُ «الفُصوصِ» كِتابًا سَمَّاهُ
«كتابَ الهو».
وَزعم بَعضُهم
أَنَّ قَوْلَه: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ
إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾ [آل عمران: 7] مَعْنَاهُ وَمَا يعلمُ تَأْوِيلَ
هَذَا الاِسْم الَّذِي هُوَ «الهو». وقيل هذا وَإِن كَانَ هَذَا مِمَّا اتّفقَ
الْمُسلمُونَ بل الْعُقَلاَءُ على أنَّه منْ أبْيَنِ الْبَاطِلِ، فقدْ يظنّ ذَلِك
مَن يَظُنّهُ من هَؤُلاَءِ. حَتَّى قلت مرّة لبَعض من قَالَ شَيْئًا من ذَلِك: لَو
كَانَ هَذَا مَا قلتَه لكُتبتِ الآْيَة: «وَمَا يَعلَمُ تَأْوِيل هُوَ»
مُنْفَصِلَةً.
ثمَّ كثيرًا مَا
يذكر بعضُ الشُّيُوخِ أَنَّه يحْتَجُّ على قَولِ الْقَائِلِ: «الله» بقوله: ﴿قُلِ
ٱللَّهُۖ ثُمَّ ذَرۡهُمۡ﴾ [الأنعام: 91] ويظُنُّ أَنَّ اللهَ أَمَرَ
نبيَّهُ بِأَنْ يَقُولَ الاِسْمَ الْمُفْردَ، وَهَذَا غَلَطٌ بِاتِّفَاقِ أهْلِ
الْعِلْمِ،
****
«وَالْقَلْبُ قَدْ يَهْتَدِي وَقَدْ
يَضِلُّ»: فلا بدَّ للضَّميرِ في كلامِ العربِ مِن مَرجعٍ في
الكلامِ يُرجَعُ إليهِ لا في القَلْبِ، وقولُ القائلِ: «يا هو». ليس له مرجِعٌ إلا ما في نفسِ القَائلِ، وما في نفسِ القائلِ
لا يُبْنَى عليه حُكْمٌ.
قوله:
«وَقَدْ صَنَّفَ صَاحِبُ «الْفُصُوصِ»
كِتَابًا سَمَّاهُ «كِتَابِ الهو»):
أي: صاحبَ كتابِ «فصوصُ الحكم» وهوَ
ابْنُ عَرَبي رأسُ الملاحدةِ والقائِلُ بوحْدِةِ الوُجودِ، صنَّفَ كتابًا سمَّاهُ «الهو» يعني: الذِّكْرَ بالهو.
*
انظر لهذا التَّحريفِ والعياذُ باللهِ لقولِه تَعَالى: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ
تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾
حيثُ زَعَمَ صاحبُه أنَّ الضَّميرَ المُتَّصِلَ في قولِه: ﴿تَأۡوِيلَهُۥٓ﴾ ضميرٌ منفصلٌ أي: ما يعلَمُ تأويلَ «هو» إلا اللهُ فلو كانَ كما قالَ