×
شرح كتاب العبودية

وَقَالَ تَعَالى: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗا ٨٨لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيۡ‍ًٔا إِدّٗا ٨٩تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا ٩٠أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا ٩١وَمَا يَنۢبَغِي لِلرَّحۡمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ٩٢ إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا ٩٣لَّقَدۡ أَحۡصَىٰهُمۡ وَعَدَّهُمۡ عَدّٗا ٩٤ وَكُلُّهُمۡ ءَاتِيهِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَرۡدًا ٩٥ [مريم: 88- 95].

****

 قوله: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗا: فاليهودُ والنَّصارى والمشركون وصَفُوا اللهَ بأنَّه اتخذَ ولدًا، اليهودُ يقولون: عُزَيرٌ ابنُ الله، والنَّصارى يقولون: المسيحُ ابنُ الله، وفي الجاهليةِ من المشركين من يقولُ: الملائكةُ بناتُ الله.

ولفظُ الولدِ يشملُ الذَّكرَ والأنثى، قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيۡ‍ًٔا إِدّٗا، أي: مُنكَرًا عظيمًا، وكذِبًا وبُهتانًا، ﴿تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا ٩٠أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا ٩١وَمَا يَنۢبَغِي لِلرَّحۡمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ٩٢ فالسمواتُ والأرضُ والجبالُ تستنكِرُ أن يكونَ للرحمنِ ولد، وأن يوصَفَ اللهُ بأنه اتخذَ ولدًا، ﴿وَمَا يَنۢبَغِي أي: لا يليقُ ولا يجوزُ في حقِّهِ سبحانه أن يتَّخذَ ولدًا؛ لأنَّ ذلك تنقُّصٌ للهِ عز وجل، ووصفٌ له بأنَّ له شَريك، له جزءٌ من عِبادِه، وأنَّه مُحتَاجٌ إلى الولدِ، ثم بيَّن سبحانه أنَّ الجميعَ عبادٌ لله، فقال تعالى: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا كُلُّ مَن في السَّمواتِ من المؤمنينِ والكفارِ، ومن الصالحينِ والفجارِ، ومن الملائكةِ، من الشياطينِ والجنِّ والإنس، كلُّ مَن في السَّمواتِ والأرضِ عبادٌ للهِ سبحانه وتعالى، لم يتخِذْ منهم ولدًا؛ لأنَّهم عبادُه، والعبدُ لا يكونُ ولدًا لمعبودِه. يأتونَه يومَ القيامةِ


الشرح