هذي سبيلُكُـمُ وتلـكَ سبيلُنـا **** فالموعدُ الرحمن بعْدَ زمانِ
وهناك
يُعْلَمُ أيُّ حِزْبَيْنَـا على الْـ **** ـحقِّ الصـريحِ وفِطْرَةِ الدَّيَّـانِ
فـاصْبِرْ
قليـلاً إنَّما هي ساعةٌ **** فـإذا أُصِبْتَ ففي رِضـا الرحمنِ
فالقومُ
مِثْلُـكَ يألـمـون ويصبِـرُوْ **** نَ وصَبْرُهُمْ في طاعَةِ الشيطانِ
****
فاللهُ يَحكُم بَين عِبَادِه فيمَا كانُوا فيهِ
يَختَلفون يَوم القِيَامة، وَيحكُم اللهُ بهِ بَين الفَريقَين، وَيتبيَّن هُناك
مَن هُو المُحِقّ والمُبطل.
يُقالُ
لأهْلِ الحَقِّ التَزِمُوا الصَّبرَ عَلى أذَى أهْلِ البَاطل ﴿وَيَوۡمَ
تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ
كَذَٰلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ﴾
[الروم: 55]. فالدُّنيَا عُمرها قَليلٌ مِن نَصيب الآخِرَة، ولِذا قَال جل وعلا: ﴿فَٱصۡبِرۡ
كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ
كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ
مِّن نَّهَارِۢۚ﴾ [الأحقاف:
35].
فالصَّبر
هُو رأسُ الدينِ، فلا بُدَّ من الصبر، ومقامُه عَظيمٌ، فَالذي عَلى الحَقِّ
سيُبتَلى، فَلا بُدَّ مِن الصَّبر.
وَيَقول
تَعَالى: ﴿إِن
تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ
مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ﴾
[النساء: 104]، فَهُم يَصبِرون لأنَّهُم في رِضَا الشَّيطانِ، وأهْل الحَقِّ
يَصبرون لأنَّهم في رِضَا الرَّحمَن.
***
الصفحة 12 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد