فَصلٌ: فِي الردِّ عَليهِم في تَكفِيرهِم أهْلَ
العِلمِ
والإيمَانِ
وَذِكر انْقِسَامهِم إلَى أهْلِ الجَهلِ
والتَّفريطِ
والبِدعِ والكُفرَانِ
****
هَذا
الفَصلُ الذِي ذَكرهُ الإمَام ابْنُ القَيِّم رحمه الله فَصلٌ مُهمٌّ جِدًّا؛
لأنَّه فِي بَحثٍ في مَسألَة التَّكفِير، والتَّكفِير حقٌّ للهِ تَعَالى ولِرسُوله
صلى الله عليه وسلم، فَلا يَجُوز لأحَدٍ أنَّ يُكفِّر مِن عِنْده أو بِرأيهِ أو
بِهَواه.
فالتَّكفِير
حُكمٌ شَرعيٌّ لاَ يتولاهُ إلا اللهُ أو رسُوله، فَمن حَكم اللهُ بِكفره فَهُو
كافرٌ، كَذلك مَن حَكَم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بكُفْره فَهو كَافرٌ، لاَ
خلافَ في ذَلكَ.
وَمسألة
التَّكفيرِ أصْبحت الآنَ سَهلةً يَقتحمُها كَثيرٌ مِن أنصَاف المُتعلِّمين أو
المُتعالِمِين، ويُطلقُون الكُفرَ عَلى النَّاس دُون دَليل مِن الكِتاب
والسُّنَّة.
وتجِدُ
طَرفًا مُتَساهلاً في حُكم الإِيمَان والكُفْر، فَالكفرُ عندَه خَاصٌّ
بالاعتِقَاد، وإِذَا حقَّقتَ المَوضوعَ وَجدَّت أنَّ كِلا الطَّرفين لَيس عِندَه
عِلمٌ وإنَّما يتَّبع هَواه أو يُخيَّل إليه أنَّ عندَه عِلمٌ وليس كذلك.
فالوَاجب
فِي هَذه المَسائلِ الكِبار ألا يَخُوض فِيها إِلا مَن عِندَه أَهليةٌ وَرصيدٌ مِن
العِلمِ الصَّحيحِ، وأسْلافنا أراحُونا وبَحَثوها عَلى وِفقِ مَا جَاء فِي كِتاب
اللهِ وسُنَّة رَسُوله وبَيَّنوها غَاية البَيان.
والشَّيخُ
رحمه الله فِي هَذا الفَصل قَسَّم هَؤلاءِ الذينَ يُكفِّرون أهلَ السُّنَّة
والجَمَاعة إِلى أقْسَام:
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد