فصل
****
والآخرونَ
فأهلُ عَجزٍ عَن بُلُو **** غِ الحقِّ مع قَصْدٍ ومع إيمانِ
****
هَذا
هُو القِسمُ الثَّالثُ: الذِين لا يَعرفوُن الحَقَّ
ويَعجَزُون عَن البَحث فيهِ، وَهُم على قِسْمين:
1-
قِسمٌ مِنهُم أحْسَنوا الظنَّ بأهْلِ الضَّلال وقلَّدُوهم.
2-
وقسمٌ منْهُم حَاولُوا مَعرِفَة الحَقِّ لَكن أتَوا الأُمُور مِن غَير بَابِها
فَلم يُوفَّقوا.
فالقِسمُ
الثَّالث علَى ضَربَين:
قِسمٌ
أخْلدَ إلَى التَّقلِيد واعتَرَف بِعجْزِه عَن البَحثِ وقَلَّد مَن يُحسنُ بِه
الظَّنَّ مِمنْ هُم مِن كِبار السِّن ولَهُم مَكانة، فظنُّوا بِهم الظَّنَّ الحَسن
عَلى مَا عِندَهم مِن ضَلال وَهم لَم يَدرُوا أنَّهم ضَالون.
وهَذا
مَثل عَوامِّ الأشَاعِرة والمُعتَزلة الذِين لَيس عِندَهم قُدرةٌ عَلى طَلب
العِلم، فَأحسَنُوا الظنَّ بهؤلاءِ فقلَّدوهم لا عن مَحبةٍ فِي الشَّرِّ وَلا عن
مُخالَفة، لَكن ظَنُّوا أنَّهم على حقٍّ، فَهم وَقعوا فِي الضَّلال عَن حُسن ظَن
لاَ بإرادَتِهم للضَّلال، ولَكن لجَهلِهم وَعدم قُدرَتهم علَى البَحثِ.
فَهذا
الصِّنف مِن النَّاس مَعذورون بِجهلِهم بِشرط ألا يُكفِّروا أهْل السُّنة
ويَتطاولُوا عَليهم ويذُمُّوهم، أمَّا إن تكلَّموا في أهْلِ السُّنَّة وَردُّوا
عَليهِم فَعليهِم إِثمٌ.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد