فَصْلٌ: فِي بَهْتِ أهلِ الشِّرْكِ والتَّعطِيل في
رَمْيِهم
أهلَ التوحيدِ والإثباتِ بتنقيصِ
الرَّسُول
صلى الله عليه وسلم
****
قَالُوا
تَنَقَّصْتُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ وَا **** عَجَبًا لِهَذَا البَغْيِ وَالبُهْتَانِ
****
كَذَبُوا على أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ،
وقالوا: إنَّهُم تَنَقَّصُوا الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم.
أتدرونَ
لِماذا قالوا: تَنَقَّصْتُم رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا ذَلِك: لأنَّ
أهلَ السُّنَّةِ لم يعبُدُوا الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم ولمْ يطلبُوا منه
الحوائِجَ بعدَ موتِهِ، ولم يأتوا إلى قبْرِه، ويستَغِيثُوا به؛ لأنَّهُ نهاهم عن
ذلِك، فهذا تَنقُّص للرَّسُول صلى الله عليه وسلم بِزَعْمِهم كما أنَّ عدَمَ طلَبِ
ذلك من الأولياءِ تنقُّصٌ للأولياءِ، هذا هو التنقُّصُ عِندهم، أمَّا إذا أشركْتَ
الرَّسُولَ معَ اللهِ تعالى فقد وفَّيْتَهُ حقَّهُ. فهو رحمه الله قد بيَّنَ في
هذا الفصلِ أنّ اللهَ لَه حقٌّ، وأنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم له حقٌّ،
وقال: إنَّ الحقوقَ ثلاثةٌ: حقٌّ خاصٌّ باللهِ تعالى، وحقٌّ خاصٌّ بِالرَّسولِ صلى
الله عليه وسلم، وحقٌّ مشترك بين الله وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وهو
الإيمانُ بالله ورسولِه، والمحبةُ للهِ ورسولِه، وطاعةُ اللهِ ورسولِه، هذا حقٌّ
مُشترَكٌ، لكنَّ العبادةَ حَقٌّ خاصٌّ للهِ تعالى، والاتِّباعُ والطاعةُ حَقٌّ
للرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد