×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَصلٌ: فِي تَلاعُب المُكَفِّرين لأِهْل السُّنَّة

والإِيمَان بِالدِّينِ كَتلاعُب الصِّبيَانِ

****

 إنَّ المُخَالِفين لأهْلِ السُّنَّة والجَمَاعة يَتلاعَبُون بِالدِّين وَبأهْل الدِّين كَتلاعُب الصِّبيانِ، فَهُم لا يَعمَلونَ بِالدِّين كمَا أوْجَب اللهُ سبحانه وتعالى اعْتِقادًا وَعَملاً، ويَتَنَقَّصُون أهْل الدِّين ويَسخَرون مِنهُم لِتمسُّكِهم بِكتاب اللهِ وسُنَّة رَسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهَذا لا شَكَّ أنَّه أشَدُّ أنْواع التَّلاعُب المَذكورِ في قَولِه تَعَالى: ﴿ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَعِبٗا وَلَهۡوٗا [الأنعام: 70].

ويَتَلاعبون بِالنُّصوصِ والأَدِلَّة ويُحرِّفونها حتى توافق أهواءَهم، ولا يَخافُون اللهَ تَعَالى، فهذِهِ صِفتُهُم وَموقِفُهم مِن كِتاب اللهِ تعَالى وَأهلِ الإيمَان، وَإنْ كَانوا يَتسَمَّون بِالنظَّار وأنهُمْ أهْل عقْلٍ وَبَراهين عَقلِيَّة، فَهُم فِي الواقِع لَيسوا مِن العقْلِ فِي شَيءٍ؛ لأنَّ العَقلَ الصَّريحَ لا يُخالِف النَّقل الصَّحيحَ، فَهُم لَيسُوا مَع الكِتابِ وَلا مَع العُقُول فَضيعُوا الجَميع.


الشرح