فَصْلٌ: في زُهدِ أهلِ العلمِ والإيمانِ وإيثارُهم
الذهبَ
الباقي على الخَزَفِ الفاني
****
لكنَّ
ذا الإيمانِ يعلمُ أنَّ هـ **** ـذا كالظلالِ وكلُّ هذا فانِ
كخيالِ
طيفٍ ما استتمَّ زيارةً **** إلاَّ وصبحُ رحيلهِ بأذانِ
وسحابةٍ
طلعتْ بيومٍ صائفٍ **** فالظلُّ منسوخٌ بقُربِ زمانِ
وكزهرةٍ
وافى الربيعُ بحُسنها **** أوْ لامعًا فكلاهما أخوانِ
****
هذا هو الصِّنف الثالث: وهم خُلاصةُ
العُبَّاد وخِيرةُ العِباد الذين لم يَطْمئِنوا لهذه الدنيا ولم يَنْشغلوا بها،
وإنَّما انشغلوا بالآخرة، وأخذوا من الدنيا ما يُعينُهم على طلبِ الآخرة.
يضرِبُ
رحمه الله في هذه الأبياتِ أمثلة للدنيا:
المثل
الأول: أنها مثلُ الظِّلِّ الذي لا يلبَثُ أن يتقلصَ حتى
تمحُوه الشَّمس.
المثل
الثاني: مثل الدنيا مثل سحابة ظَلَّلت في وقت الهجير لكن لا
تلبث إلا أن تنقلَ وتضمحل ويعود الهجير والحر.
المثل
الثالث والرابع: أن الدنيا كزهرةِ الربيعِ ففيها من أحسنِ
المناظرِ وأطيب الروائح، لكنَّ وقتَها قليلٌ ثم تيبس، أو كلامع وهو البرقُ الذي
يذهَب بسرعة، فهذه أمثلةٌ الدنيا.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد