×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَصلٌ: فِي أَذَانِ أهْلِ السُّنَّة الأَعلامِ بِصَريحِهَا

جَهْرًا عَلَى رُءوسِ مَنَابرِ الإِسْلامِ

****

يَا قَومِ قَدْ حَانَتْ صَلاَةُ الفَجْرِ فَانْـ  ****  ـتَبِهُوا فَإِنِّي مُعْلِنٌ بِأَذَانِ

****

 لَمَّا كَان مَذهَبُ أهْلِ السُّنَّة والجَماعَةِ هُو العَملُ بِالسُّنَّة والقُرآنِ فِي العَقائِدِ وَغيرِها؛ نَادَوا بِهذا وأعلَنُوا وَصرَّحُوا عَلى رُءوسِ المَنَابر وَفِي دُروسِهم، وأمَرُوا النَّاس بِالرُّجوعِ إِلى الكِتَاب والسُّنَّة.

والأَذَان فِي اللُّغَة: هُو الإِعْلام، فَأذانُ أهْلِ السُّنَّة عَلى المَنَابر: هُو الإِعْلان فِي الخُطبِ عَلى المَنابِر بِالرُّجوعِ إِلى الكِتَاب والسُّنَّة وَترك مَا سِواهُما، وَلَولا أنَّ اللهَ قَيَّضهُم فَنادَوا بِهَذا النِّدَاء لَهَلك النَّاسُ وَضلُّوا عَن الصِّراطِ المُستَقِيم.

هَذا مِن التَّشبِيه، شَبَّه بَعثَة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بطُلُوع الفَجرِ الذِي بهِ يتَّضِحُ مَا حَول الإِنْسَان، وَيظهَر النُّور، وتَزولُ الظُّلمَة، وَهَكذا بَعثَة رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبعْثَته طُلوعٌ لِلفَجر بَعد الظُّلْمَة المُستَحكَمَة. قَال تَعَالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٤٥وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا ٤٦ [الأحزاب: 45، 46]، وَكذَلكَ كُلُّ مُجددٍ يَأتِي بَعدَه فِي وَسَط الظُّلمَات فَإنَّه فَجرٌ يطْلُع عَلى المُسلِمين كَما هُوَ مَعلُوم مِن دَعوَة المُجدِّدين لِهَذا الدِّين؛ كشَيخِ الإِسْلام ابْن تَيمِيَة وَتلامِيذِه، والشَّيخ مُحمَّد بْن عَبد الوَهَّاب وأحْفَاده. 


الشرح