×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَصلٌ: فِي رِيحِ أَهْل الجَنَّة مِن مَسِيرةِ كَم يُوجَد

****

والرِّيحُ يُوجَد مِن مَسِيرَة أَرْبَعِيـ  ****  ـنَ وَإِنْ تَشَأ مِئَة فَمَرْوِيَّانِ

وَكَذَا رُوِي سَبعِينَ أَيْضًا صَحَّ هَـ  ****  ـذَا كُلُّهُ وَأَتَى بِهِ أَثَرَانِ

مَا فِي رِجَالِهِمَا لَنَا مِنْ مَطْعَنٍ  ****  وَالجَمْعُ بَيْنَ الكُلِّ ذُو إِمْكَانِ

****

 يَعنِي رُوي فِي مَسافَة إدْراكِ رائِحَة أهْل الجَنَّة أنَّه مِن أربَعين سَنة، وَرُوي: مِن سَبعينَ سَنة، وَرُوي مِن مئة سَنة، وَرُوي مِن خَمس مئة سَنة. رِواياتٌ مُختلفة وَلا تَناقُض بَينهَا لأنَّ هَذا اخْتلافٌ بِحسبِ السَّيرِ، فسَيرُ السَّريعِ غَير سَير البَطيء، فَاختِلاف الرِّوايَات بِحسَب السَّيرِ، والحَاصل أنَّ رَائحَة الجَنَّة تُدركُ مِن مَسافَة بَعيدةٍ، مِمَّا يدلُّ عَلى عِظَم هذِه الجَنَّة، وأهْلُ الجِهَاد فِي سَبيلِ اللهِ قَد يَشمُّون رَائحَتَها حَتَّى وَهُم فِي الدُّنيَا كَما حَصَل لأَنَس بْن النَّضر رضي الله عنه فِي وَقعَة أُحُد. 


الشرح