وَلَقَدْ أَتَى تَقْدِيرُهُ مِئةً بِخَمْـ **** ـسٍ ضَرْبُهَا مِنْ غَيرِ مَا نُقْصَانِ
إِنْ
صَحَّ هَذَا فَهُوَ أَيْضًا وَالذِي **** مِنْ قَبْلِهِ فِي غَايَةِ الإِمْكَانِ
إمَّا
بِحَسْبِ المُدْرِكِينَ لِرِيحِهَا **** قُرْبًا وَبُعْدًا مَا هُمَا سِيَّانِ
أَوْ
بِاخْتِلاَفِ قَرَارِهَا وَعُلُوِّهَا **** أَيْضًا وَذَلِكَ وَاضِحُ التِّبْيَانِ
أَوْ
بِاخْتِلاَفِ السَّيْرِ أَيْضًا فَهُوَ أَنْـ
**** ـوَاعٌ
بِقَدْرِ إِطَاقَةِ الإِنْسَانِ
مَا
بَيْنَ أَلْفَاظِ الرَّسُولِ تَنَاقُضٌ **** بَلْ ذَاكَ فِي الأَفْهَامِ وَالأَذْهَانِ
****
وقِيل: إِنَّ اخْتِلاف المَسَافة التِي تُدرَك
مِنها رَائِحةُ الجَنَّة لاخْتِلاف إِدرَاك النَّاس. وقِيل: لاخْتِلاَف دَرجَات
الجنَّة. والنَّاس لَيسُوا سَواء، فَأحدٌ يُدركُهَا مِن قَريبٍ وَآخرُ يُدركُها
مِن بَعيدٍ، أو هَذا بِحَسب السَّير السَّريعِ والبَطِيء، وأيضًا يُمكِن أنْ يَكون
اخْتِلاف الرَّائِحة بِحسَب اخْتلافِ الجَنَّات، فَهِي دَرجَات، فَاختِلاَف
الرِّوايَات بِاختِلاف دَرجَات الجَنَّة، فَتحصُل ثَلاثة احتِمَالات:
الأول:
إمَّا إنَّه لاخْتِلاف مَدَارك النَّاس؛ فَأحدٌ يُدركُ مِن مَسَافة قَريبةٍ،
وآَخَر يُدرِك مِن مَسافَة بَعيدَة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد