فَصلٌ: في أَسْبَق النَّاسِ دُخُولاً إِلَى
الجَنَّة
****
وَنَظِيرُ
هَذَا سَبْقُ أَهْلِ الفَقْرِ لِلـ **** ـجَنَّاتِ فِي تَقْدِيرِهِ أَثَرَانِ
مِئةٌ
بِخَمْسٍ ضَرْبُهَا أَوْ أَرْبَعِيـ **** ـنَ كِلاَهُمَا فِي ذَاكَ مَحْفُوظَانِ
فَأَبُو
هُرَيْرَةَ قَدْ رَوَى أُولاَهُمَا **** وَرَوَى لَنَا الثَّانِي صَحَابِيَّانِ
هَذَا
بِحَسْبِ تَفَاوُتِ الفُقَرَاءِ فِي اسْـ **** ـتِحْقَاقِ سَبْقِهِمُ إِلَى الإِحْسَانِ
أَوْ
ذَا بِحَسْبِ تَفَاوُتٍ فِي الأَغْنِيَا **** ءِ كِلاَهُمَا لاَ شَكَّ مَوْجُودَانِ
****
يَعنِي:
أنَّ النَّاس فِي دُخولِ الجَنَّة يَتفَاوتُون؛ فَبعضُهم أسْبَق مِن بَعض،
فَالفُقراءُ يَسبِقون الأَغْنياءَ؛ لأنَّ الأَغنِياء سَيُسألُون فِي أثْنَاء
الحِسَاب عَن أمْوَالِهم، وأمَّا الفُقَراء فَليسَ لَهُم أَموالٌ يُسألون عَنهَا
كذَلكَ.
ونَظير
اخْتِلاف الرِّوايَات فِي رَائِحَة الجَنَّة الاخْتَلاف فِي رِوَايَات أسْبَق
أَهْلِ الجَنَّة دُخولاً؛ فالفُقَراءُ وَرد أنَّهم يَسبِقُون الأَغْنياء: بِخَمسِ
مِئَة سَنَة، أوْ بِأرْبَعِين سَنَة، كِلاَهمَا مَرويَّان عَن الرَّسُول صلى الله
عليه وسلم.
هَذا
تَفسيرُ الاخْتِلافِ عَلى قَولَين:
الأول:
أنَّ ذَلكَ بِاختِلاَف تَفاضُل الفُقَراء، فَبعضُهم أفْضَل مِن بَعض.
الثاني:
أنَّه بِحَسبِ تَفاوتِ الأغْنِياء، فَالأغْنِياء لا يَدخُلون جَمِيعًا،
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد