×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَصلٌ: فِي تَفَاضُل أهْلِ الجَنَّة

فِي الدَّرجَات العُلَى

****

وَيَرَى الذِينَ بِذَيْلِهَا مَنْ فَوْقَهُمْ  ****  مِثْلَ الكَوَاكِبِ رُؤْيَةً بِعِيَانِ

مَا ذَاكَ مُخْتَصًّا بِرُسْلِ اللهِ بَلْ  ****  لَهُمُ وَلِلصِّدِّيقِ ذِي الإِيمَانِ

****

 إذا دَخلُوا الجَنَّة فَإنَّهم يَتفاضَلون فِي الدَّرجَات بِحَسَب أعْمَالِهم، فَأدنَى أهْلِ الجَنَّة مَنزِلَة يَرون أصْحَاب المَنازِل العَاليَةِ كَالكَواكبِ الدُّرِّيَّة فِي السَّماء لِرفْعَة مَنزِلتِهم. وَهَذا يَدلُّ عَلى تَفَاوت أَهلِ الجَنَّة فِي مَنازِلهِم، وَأنَّ أَدنَاهُم يَرى عَالِيهُم كَالكَواكِب فِي السَّمَاء. قِيل: يَا رَسُول اللهِ: تِلكَ مَنازِلُ الأنْبِياءِ لاَ يَبلُغها غَيرُهم. قال: «بَلَى وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، قَومٌ آَمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا بِالمُرْسَلِينَ» ([1])، وأمَّا الرُّسلُ فَهُم فَوقَ هَؤلاءِ أيضًا لأنَّهُ لاَ أحَدَ يُسَاوي الرُّسُل.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3256)، ومسلم رقم (2831).