فَصلٌ: فِي بَيانِ الاسْتِغْناء بِالوَحي
المُنزَّل مِن
السَّماءِ
عَن تَقلِيد الرِّجال والآَراء
****
يا
طـالبَ الحـقِّ المبيـنِ ومُـؤْثرًا **** عِلْـمَ اليقيـنِ وصِحَّةَ الإيمـانِ
اسْمَعْ
مقـالـةَ ناصـحٍ خَبِرَ الذي **** عندَ الورَى مُذْ شَـبَّ حتى الآنِ
مـا
زالَ مُـذْ عَقَـدَتْ يـداه إزارَهُ **** قد شَدَّ مِيزَرَهُ إلى الرحمنِ
وتَخَلُّـلُ
الفتراتِ للعَـزَمـاتِ أمْـ **** ـرٌ لازمٌ لطبيعَـةِ الإنسانِ
****
أَغنَانا
اللهُ تَعَالى بالقُرآنِ والسُّنَّة عَن اتِّبَاع الأقْوَال والآرَاء، قالَ
تَعالى: ﴿فَإِمَّا
يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا
يَشۡقَىٰ﴾ [طه: 123].
يَعنِي
نَفْسه رحمه الله، يَقُول: أنَّه خَبِرَ مَا عِند النَّاس مِنَ الأقْوالِ
والاعْتِقَادات، ودَرَسَ مَا جَاء فِي الكِتَاب والسُّنَّة، فَهُو رحمه الله يُخبرُك
عَن عِلم، لا عَن ظنٍّ بَل عَن علمٍ وتَجْربة.
لأنَّه
رحمه الله منذُ ميَّز فإنَّه يتعلَّم ويتفَقَّه في دِين اللهِ، فَهُو لَم يَقُل
عَن غَيرِ عِلم.
يَقُول
رحمه الله: قَد يَحْصلُ منِّي فُتورٌ وكَسل، لَكن هَذه طَبيعَة الإِنْسان، وهَذا
مِن بَاب عَدم تَزكِيَة النَّفْس.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد