وتَـوَلُّـدُ النقصـانِ مِـن فتراتِـهِ **** أوَ لَيْـسَ سـائِـرُنا بني النُقْصـانِ
طافَ
المذاهِبَ يبتغي نورًا ليَهْـ **** ـدِيهِ ويُنْجيه مـن النيـرانِ
وكأنَّـهُ
قد طافَ يبغي ظلمةَ الـ **** ـلَيْلِ البهيـمِ ومَذْهَـبَ الحيـرانِ
والليـلُ
لا يـزدادُ إلاَّ قـوَّةً **** والصبْـحُ مقهـورٌ بذي السلطانِ
حتَّى
بَدَتْ في سَيْرِهِ نارٌ على **** طُوْرِ المدينةِ مَطْلَعِ الإيمانِ
****
هَذا
مِنه رحمه الله عَدم تَزكيةٍ لِنفْسه لَكنَّه يقُول: إنَّه فِي الجُمْلة اعْتَنى
بِهَذا الأَمرِ وَدرسَه، ولَيسَ مَعنى هَذا أنَّه أَحاطَ بِكل شَيءٍ.
يَقول
رحمه الله: إنِّي دَرستُ مَذاهبَ المُتكلِّمينَ والفَلاسِفَة، ومَذهَب أهْل
السُّنةِ حتَّى تَبيَّنَ لِي نَارٌ عَلى جَبَل، وهَذِه النَّار هِي نَار الوَحْي،
ومِن عَادَةِ العَرب أنَّهم يُوقدونَ النَّار عَلى رُؤوس الجِبالِ لأجْلِ هِدايَة
السَّائرينَ.
فالذِي
يَدرسُ هَذه المَذاهب مِثل الذِي يَسيرُ في ظُلمَة اللَّيلِ، لا يَدري الطَّريقَ
الصَّحيح مِن الحُفر والشَّوك، لَكن بَدت لَه نارٌ عَلى مُرتَفَع فَذهبَ إليهَا،
وإذَا هَذه النَّار هِي مَدينة الرَّسول صلى الله عليه وسلم منْبَع الإيمَان
والوَحي.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد