فَصلٌ: فِي لاَزمِ المَذهَب
هَل
هُو مَذهَبٌ أَم لا
****
هَذه مَسألةٌ مُهِمَّة جدًّا: هَل لازمُ
المَذهبِ مَذهبٌ أمْ لا؟ أنْواع الدِّلالاتِ ثَلاث:
1-
دِلالَة مُطابَقة. 2- دِلالَة تَضَمُّن. 3- دِلالَة التِزَام.
فدِلاَلة
المُطابَقة والتَّضمُّن هَذه لا شَكَّ أنَّها حقٌّ ويُقال بها، لكنَّ دِلالةَ
الالتِزَام وهِي دِلالَة الشَّيء عَلى شيءٍ خَارج عَن مَعناه مَحلُّ بحْثٍ، وَمنه
قَولُهم: هل لاَزمُ المَذهبِ مَذهبٌ أم لا؟
نقُول:
مَا كَان لازمًا لِكَلام اللهِ وَكلامِ رَسُوله فإنَّه حق؛ لأنَّ كَلام اللهِ
ورَسُوله حَقٌّ فَلازمُهما حقٌّ، أمَّا لازمُ مَذاهب المُجتَهدِين فَهذا هُو
الذِي فيهِ التَّفصِيل:
1-
إذَا كَان صَاحب المَذهَب عَرف لازمَ المَذهبِ وَقصدَه فإنَّه مَذهبٌ له؛ لأنَّه
عَرف لازِم مذْهَبه وقصدَهُ.
2-
إذَا كَان صاحبُ المَذهبِ لاَ يعْرف هَذا اللازِم وَلا تَصَوَّرَهُ عِندما قَال
قَولَه، فإنَّ هَذا اللازم لا يُنسَب لِمذهَبه؛ لأنَّه ما عَرف هَذا اللازم ولا
تَصَوَّرَهُ عِندما تكلَّم، فَلا يُلصق به، ويُقال: لَزم عَلى كَلام فُلان كَذا
وكَذا، وهُو لَم يَعرفْ هَذا اللازم ولا تَصَوَّرَهُ عنْد تَبنيه للمَذهَب الذي
يختارُهُ ويقول به.
أمَّا
كَلامُ اللهِ ورسُولهِ فَلازمُهما حقٌّ؛ لأنَّ الله تعَالى عَالمٌ بكلِّ شيء، لا
يَخفَى عَليهِ شيءٌ، فَهو يَعلم سبحانه وتعالى مَا يَتناوَلُه كلامُه، ومَا يَلزمُ
عَلى كَلامه، لا يَخفَى عَليهِ شيءٌ سبحانه وتعالى، فَلازم كَلام الرَّب حَقٌّ،
وَكذلك لازمُ كَلام رَسول الله صلى الله عليه وسلم فهُو حقٌّ؛ لأنَّه معْصُوم عَن
الخَطأ.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد