×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَصلٌ: فِي عَدَد الجنَّات وَأجْنَاسِها

****

وَالجَنَّةُ اسْمُ الجِنْسِ وَهْيَ كَثِيرَةٌ  ****  جِدًّا وَلَكِنْ أَصْلُهَا نَوْعَانِ

****

 الجَنَّات دَرَجات عِندَ اللهِ، يَقُول النَّبيُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» ([1]).

أَصلُ الجَنَّات أرْبع مَذكُورة فِي سُورَة «الرَّحمَن»، قَالَ تَعَالى: ﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ [الرحمن: 46]، هَاتانِ أعْلَى الجَنَّات، وَهَاتانِ كُلُّهما مِن ذَهبٍ، آنِيتُهما ومَا فِيهِما مِن ذَهبٍ، وَذُكر فِيهمَا مَزايَا مِن قَولِهِ تعَالَى: ﴿ذَوَاتَآ أَفۡنَانٖ [الرحمن: 48] إلى قوله: ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ [الرحمن: 60]، وجَنَّتان مِن فِضَّة، قَال تَعَالى: ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ [الرحمن: 62]، وَهُما مِن فِضَّة آنِيتُهُما وَما فِيهِما، وَذَكَر اللهُ مَا فِيهمَا مِن المَزايا فِي آخِر سُورَة الرَّحمن. وأمَّا أسْمَاء الجَنَّات: فَهِي جَنَّة عَدن والخُلد، هَذه أسْمَاء مُتعدِّدة للجَنَّة؛ لأنَّ الشَّيء إذا صَار عَظيمًا تعَدَّدَت أسْماؤهُ فَهذا تَعدُّدُ الأَسمَاء لا الجَنَّات.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2790).