فَصْلٌ: في رُؤيةِ أهلِ الجنةِ ربَّهم تباركَ
وتعالى
ونظرهم إلى وجهِه الكريم
****
مما يكونُ في الجنةِ وهو أعظمُ وألذُّ شيءٍ فيها
رُؤْيةُ وجهِ اللهِ تعالى، فإنَّ أهلَ الجنَّة يَرَون ربَّهم تعالى كما دَلَّت
عليه الأحاديثُ والقرآن؛ لأنهم آمنوا به في الدنيا ولم يَرَوْه، بل آمنوا به
غَيبًا في الدنيا، فجازاهم اللهُ بأن يتجلَّى لهم يومَ القيامةِ ويرونَه عيانًا،
وأمَّا الذين كفروا به في الدنيا فإنَّهم يُحْجَبُون عنه في الآخرةِ لأنَّ الجزاءَ
من جنسِ العمل، ولذا قال جل وعلا: ﴿كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ
لَّمَحۡجُوبُونَ﴾
[المطففين: 15]، ولقد تواترتِ النصوصُ في إثباتِ رؤيةِ المؤمنين لربِّهم تعالى،
قال تعالى: ﴿لِّلَّذِينَ
أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ﴾
[يونس: 26] فَسَّر الرسولُ صلى الله عليه وسلم الزيادةَ بأنَّها رؤيةُ المؤمنين
لربِّهم كما في صحيح مسلم ([1]).
وفي قولِه تعالى: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ٢٢إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ ٢٣﴾ [القيامة: 22- 23] يعني ناظرةً إلى وجهِ ربِّها تبارك وتعالى والأحاديثُ عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم متواترة، والتَّوَاتُرُ يفيدُ القطْعَ واليقين، فمَن أنكرَ الرؤيةَ فهو كافرٌ لأنَّه مُكذِّبٌ للهِ ورسولِه ولا يُنكِرُ ذلك إلا الجَهْميةُ ومَن سَار في رِكابِهم من المُعتزِلة.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد