فَصلٌ: فِي شَكْوى أَهْل السُّنَّة والقُرآنِ أهْل
التَّعطِيل
وَالآرَاء المُخالِفين لِلرَّحمَنِ
****
يَا
رَبِّ هُمْ يَشْكُونَنَا أَبَدًا بِبغْـ **** ـيِهِمْ وَظُلْمِهِمْ إِلَى السُّلْطَانِ
وَيُلَبِّسُونَ
عَلَيهِ حَتَّى إِنَّهُ **** لَيَظُنُّهُمْ هُمْ نَاصِرُو الإِيمَانِ
فَيُرُونَهُ
البِدَعَ المُضِلَّةَ فِي قَوَا **** لِبِ سُنَّةٍ نَبَوِيَّةٍ وَقُرَانِ
****
حَصلَتِ المَعركَةُ بَين أهْلِ الحَقِّ وأهْلِ
البَاطِل، وتَبَيَّن مَنهَجُ أهْلِ الحَقِّ وأهْلِ البَاطلِ، فَأهلُ الحَقِّ
يَشكُون إلى اللهِ تَعَالى، وأمَّا أهْلُ البَاطلِ فَيشْكُون إلَى السُّلْطَان
إذَا عَجَزوا عَنِ الأدِلَّة والبَراهِين، والنَّاظِم رحمه الله قَد نَالَه شَيءٌ
مِن هَذا.
فَهُم
يُوشُون بِأَهْلِ السُّنَّة إلَى السُّلطَان لاَ سِيَّما إِذَا قَالوا: إنَّهُم
يُفسِدُون عَليكُم المُلْكَ، وَيُفسِدونَ النَّاس علَيكُم، فَالسَّلاطينُ يَغَارون
عَلى مُلكِهِم، وهَذا هُو الذَي فَعَلوه مَع المَأمُون والمُعْتَصم فِي حَقِّ
الإِمَام أحْمَد، واغْتَرَّ بِهم السُّلْطَان يظُنُّ أَنَّهم عُلمَاء وقُضَاة؛
حَيثُ يَتزيَّونَ بِزِيِّ أهْلِ العِلمِ والزُّهدِ والوَرعِ والصِّدقِ.
يُلَبِّسُون
عَلَيهِ السُّنَّة فَيجْعَلونَها بِدعَةً، وَيجْعَلُون البِدعَة هِي السُّنَّة،
ويَقُولون: إنَّ أهْل السُّنَّةِ مُشبِّهةٌ ومجُسِّمةٌ وحشْويَّةٌ.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد