وَيُرُونَهُ الإِثْبَاتَ لِلأَوْصَافِ فِي **** أَمْرٍ شَنِيعٍ ظَاهِرِ النُّكْرَانِ
فَيُلَبِّسُونَ
عَلَيهِ تَلْبِيسَيْنِ لَوْ **** كُشِفَا لَهُ بَادَاهُمُ بِطِعَانِ
يَا
فِرْقَةَ التَّلْبِيسِ لاَ حُيِّيتُمُ **** أَبَدًا وَحُيِّيتُمْ بِكُلِّ هَوَانِ
لَكِنَّنَا
نَشْكُوهُمُ وَصَنِيعَهُمْ **** أَبَدًا إِلَيكَ فَأَنْتَ ذُو السُّلْطَانِ
فَاسْمَعْ
شِكَايَتَنَا وَأشْكِ مُحِقَّنَا **** وَالمُبْطِل ارْدُدْهُ عَنِ البُطْلاَنِ
****
التَّلبِيسُ الأَوَّل قَلَبَ الحَقَّ بَاطِلاً،
والتَّلبِيسُ الثَّاني قَلَبَ البَاطلَ وجَعَلَه حقًّا.
أهْلُ
السُّنَّة يَشكُونَ إلَى اللهِ تَعَالى ولا يَشْكُون إلَى السَّلاطينِ، بَل إِلى
مَلكِ المُلوكِ، وهُوَ يَنتَصرُ لَهُم ولَو بَعدَ حِين، وَقَد حَصلَ هَذا فَبَان
الحَقُّ واندَحَضَ البَاطلُ، والرَّبُّ تَعَالى هُو السُّلْطَان الحَقيقِيُّ،
وأمَّا سَلاطِين أهْلِ الأَرْض فسُلْطَتهُم ضَعيفَةٌ ومُلكُهُم يَزولُ، لَكِنَّ
سُلطانَ اللهِ هُو الحَقُّ وهُوَ البَاقِي.
يَدعُو
اللهَ أنْ يُؤيِّد مَن مَعَه الحَق مِن الفَريقَيْن، وأمَّا صَاحبُ البَاطِل
فَاردُدْهُ، وَهذَا هُو الإِنْصاف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد