فَصلٌ: فِي صِفَة غُرُفَاتِهَا
****
غُرُفَاتُهَا
فِي الجَوِّ يُنْظَرُ بَطْنُهَا **** مِنْ ظَهْرِهَا وَالظَّهْرُ مِنْ بَطْنَانِ
سُكَّانُهَا
أَهْلُ القِيَامِ مَعَ الصِّيَا **** مِ وَطَيِّبِ الكَلِمَاتِ وَالإِحْسَانِ
ثِنْتَانِ
خَالِصُ حَقِّهِ سُبْحَانَهُ **** وَعَبِيدُهُ أَيْضًا لَهُمْ ثِنْتَانِ
****
يَعنِي: أنَّ غُرفَ الجَنَّة يُرى ظَاهِرُها مِن
بَاطِنها وبَاطِنُها مِن ظَاهِرهَا، كَما جَاءَ فِي الحَديث ([1])
وَذَلكَ مِن صَفَاء جُدرَانها، وَمَع هَذا لاَ يَرى بَعْضهم بَعضًا، وَهَذه الغُرف
تَكُون لِمنْ أَطَاب الكَلامَ وَأطْعَم الطَّعَام، فَهَذا هُو الإِحْسانُ إِلى
الخَلقِ، وَقِيام اللَّيلِ والصِّيَام حَقُّ اللهِ، فمَن قَام بِهَذهِ الصِّفات
الأَربَع صَار مِن أَهْل هَذهِ الغُرَف، كَما جَاء فِي الحَدِيث.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد