فَصْلٌ: في رغبةِ قائلِها إلى مَن يقِفُ عليها من
أهلِ
العلمِ والإيمانِ أنْ يتجردَ للهِ ويَحْكُم عليها
بما
يُوجِبه الدليلُ والبُرهانُ فإن رأى حقًّا قبلَه
وحمِد
اللهَ عليه وإنْ رأى باطلاً عرَّف به
وأرشَد
إليه
****
لما فرِغ رحمه الله من هذه القصيدةِ المتضمِّنةِ
بيانَ عقيدةِ السلفِ والرَّدَّ على المخالفين وبيانَ المنهجِ السليم، طلب مِمَّن
يقرؤُها من المُنصِفين أن يُعطيَها حقَّها من التقويمِ بأن يقومَها على مُوجِبِ
الكِتاب والسُّنة، فما رأى فيها من حقٍّ، وكلُّها حقٌّ وللهِ الحمد، فليحْمَدِ
اللهَ عليه؛ لأنَّ هذا من فضلِ اللهِ سبحانه وتعالى، وإن رأى فيها قُصُورًا أو خطأ
فهذه طبيعةُ الإنسان، وعليه أن يُرشِدَ صاحبَها ليَنظُرَ في هذه الملاحظةِ أو
الملاحظات، ويُعدلها وهذا شأنُ أهلِ العلمِ أنهم لا يُزكُّون أنفسَهم، ولا يُعجبون
بمؤلفاتِهم وكلامِهم، بل إنَّهم يتَّهِمُون أنفسَهم بالقصورِ والنقص، ويطلبون من
إخوانِهم إعانتهم، ولكن الشيخ رحمه الله يشتكي إلى اللهِ من أصنافٍ أربعة من
الناس، وهم ليس هدفُهم الوصولَ إلى الحَقِّ ولا رَدَّ الباطل، وهم أربعةُ أصناف:
الأول الجاهل المتعالم: وهو الجاهلُ المركَّبُ الذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فهذا آفةٌ قديمةٌ وحديثةٌ فما ابتُلِي الحَقُّ ولا العلماءُ إلا بمثلِ هذا الصِّنفِ من الناسِ فهو جاهلٌ يرى أنه عالم.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد