فَصلٌ: فِي بَيانِ أَنَّ المُعَطِّل
شَرٌّ
مِن المُشرِك
****
لَكِن
أَخُو التَّعْطِيل شَرٌّ مِن أَخِي الـ **** إِشْرَاك بِالمَعْقُول والبُرْهَانِ
إِنَّ
المُعَطِّل جَاحِدٌ لِلذَّاتِ أَو **** لِكَمَالِهَا هَذَان تَعْطِيلاَنِ
مُتَضَمِّنَانِ
القَدْحَ فِي نَفْسِ الأُلُو **** هَةِ كَمْ بِذَاكَ القَدْحِ مِنْ نُقْصَانِ
وَالشِّرْكُ
فَهُوَ تَوَسُّلٌ مَقْصُودُهُ الزْ **** زُلْفَى مِنَ الرَّبِّ العَظِيمِ الشَّانِ
****
المُعطِّل شَرٌّ مِن المُشرِك؛ لأنَّ المُعطِّل
يَنفِي وُجودَ اللهِ تَعَالى بِالكلِّيَّة أو يكُون مُعطِّلاً لأَسْمائِه
وصِفاتِه، وأمَّا المُشركُ فَهُو يُقرُّ بِوجُود اللهِ مَع شِركِه في العِبادَة.
المُعطِّل
لا يَخلُو مِن حَالَين:
الأُولى:
إِمَّا إنَّه جَاحدٌ بوجُودِ الذَّات.
الثَّانيَة:
وإمَّا إنَّه مُعطِّلٌ لِكمالِهَا بِنفْي الأَسمَاء والصِّفَات، وَهؤلاءِ هُم
الجَهمِيَّة ومُشتَقاتُهم مِن فِرَق الضَّلال.
المُشرِكُون
يُقرُّون بِوُجود اللهِ تعَالى وَبأسْمَائهِ وصِفَاتِه ويَعبُدون اللهَ، ولَكنَّهم
يَقولونَ: إِنَّنا لَن نَصلَ إِلى اللهِ دُونَ وَاسِطة، فَنحنُ بِحاجَةٍ إِلى
وُسطَاء وَشُفعَاء إِلى اللهِ، فَالمُشرِكُون أَخفُّ مِن المُعَطِّلة.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد