بِعِبَادَةِ المَخْلُوقِ مِنْ حَجَرٍ وَمِنْ **** بَشَرٍ وَمِنْ قَبْرٍ وَمِنْ أَوْثَانِ
فَالشِّرْكُ
تَعْظِيمٌ بِجَهْلٍ مِنْ قِيَا **** سِ الرَّبِّ بِالأُمَرَاءِ وَالسُّلْطَانِ
****
كُلُّ
مَا يَعبدُون مِن دُون اللهِ يَقصِدُون بِه التّوسُّط مِنه لَهم عِند اللهِ، سَواء
كَان مَعبُودُهم مِن الأحْجَار أو الأشْجَار أو المَلائِكَة أو الصَّالِحين أو
القُبورِ والأضْرِحَة.
والذي
حَملَهم عَلى اتِّخَاذ الشُّفَعاء والوَسائِط التِي يَعبُدونَها مِن دُون اللهِ،
أنَّهم قَاسوا الخَالقَ عَلى المَخلُوق، لَمَّا رَأوا سَلاطِين وَملُوكَ الدُّنيَا
لاَ يُتوصَّل إلَيهِم إلاَّ بِشفَعَاء قَاسوا اللهَ علَيهم - تعَالى اللهُ عَن
ذَلكَ -؛ فَاللهُ تَعالى لا يُقاسُ بأحَدٍ مِن خَلقِه؛ وَذلكَ لأنَّ السَّلاطينَ
لا يَعلمُون بِأحوالِ الرَّعيَّة إلاَّ بَعد أنْ يُبلِّغُهُم الشُّفعَاء، واللهُ
تَعالى يعْلَم كُلَّ شَيءٍ لاَ يَخفَى عَليهِ شَيءٌ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد