فَصلُ: فِي تَلازُم التَّعطِيل والشِّركِ
****
واعْلَمْ
بِأنَّ الشِّرْكَ وَالتَّعطِيلَ مُذْ **** كَانَا هُمَا لاَ شَكَّ مُصْطَحِبَانِ
****
النَّفيُ والجُحودُ: هُو التَّعطِيل، والشِّركُ:
إِثباتُ الشَّريكِ للهِ سبحانه وتعالى فِي عِبادَته.
·
والتَّعطِيل
عَلى قِسمَين:
الأوَّل:
تَعطِيلٌ لِلكَون عَن خَالقِه، كَتعطِيلِ فِرعَون وَتعْطِيل النَّمرُوذ
والدَّهرِيَّة الذِين قَالوا ﴿مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ
وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ﴾
[الجاثية: 24]، وَهؤلاءِ رَدَّ اللهُ علَيهِم بِقولِه: ﴿وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا
يَظُنُّونَ﴾ [الجاثية: 24]، وقولِه
تَعَالى: ﴿أَمۡ خُلِقُواْ
مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ ٣٥أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ
بَل لَّا يُوقِنُونَ ٣٦﴾
[الطور: 35، 36].
وهَذا
بُرهانٌ عَقليٌّ؛ وَلذا لَمَّا سَمع جُبيرُ بْن مُطعِم رَسولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم يَتلُو هَذه الآيَة فِي صَلاة المَغربِ وَكان كَافرًا حِينذاك فَفكَّر وَقال:
«كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرُ» ([1])؛
لأنَّه عَربي فَصيحٌ يَفهم عَظمَة هَذا البُرهَان.
الثَّاني:
مُعطِّلة الخَالقِ عَن أسْمَائهِ وصِفاتِه، وَهُم الجَهمِيَّة والمُعتزِلَة
والأشَاعِرة؛ لأنَّ التَّعطيل أصْلُه إخْلاَء الشَّيء.
كَما تَقُول: امْرأةٌ عَاطِل، يَعني: خَالِية مِن الحُلِي، والمُعطِّل مُشركٌ لأنَّ الخَلقَ لابُدَّ لَهُم مِن رَبٍّ يَدعونَه وَيسألُونَه ويَرفَعون حَوائِجهُم إِليه،
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد