فَصلٌ: فِي ذِكْرِ أَعْلَى أَهْل الجَنَّة
مَنزِلةً
وَأدْنَاهُم
****
هَذَا
وأَعْلاَهُمْ فَنَاظِرُ رَبِّهُ **** فِي كُلِّ يَوْمٍ وَقْتُهُ الطَّرَفَانِ
لَكِنَّ
أَدْنَاهُمْ وَمَا فِيهِمْ دَنِي **** إِذْ لَيْسَ فِي الجَنَّاتِ مِنْ نُقْصَانِ
فَهُوَ
الذِي تُلْفَى مَسَافَةُ مُلْكِهِ **** بِسِنِينِنَا أَلْفَانِ كَامِلَتَانِ
فَيَرَى
بِهَا أَقْصَاهُ حَقًّا مِثْل رُؤ **** يَتِهِ لأِدْنَاهُ القَرِيبِ الدَّانِي
أَوَ
مَا سَمِعْتَ بِأَنَّ آَخِرَ أَهْلِهَا **** يُعْطِيهِ رَبُّ العَرْشِ ذُو الغُفْرَانِ
أَضْعَافَ
دُنْيَانَا جَمِيعًا عَشْرَ أَمْـ **** ـثَالٍ لَهَا سُبْحَانَ ذِي الإِحْسَانِ
****
أعْلَى أهْلِ الجَنَّة مَنْزِلَة مَن يَرى
رَبَّه مَرَّتين فِي الصَّباح والمَسَاء، وهَذا أعْظَم نَعيمٍ يَحصُلون عَليهِ في
الجَنَّة، قَال تَعَالى: ﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ﴾ [ق: 35]. والمَزيدُ: رُؤيَة وَجهِ اللهِ تَعَالى،
وأدْنَاهم مَنزِلَة مَن يَنظُر فِي مُلكِه فِي الجنَّةِ مَسيرَة ألْفَي سَنة، هَذا
أَدنَى أهْلِ الجَنَّة مَنزلَة.
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد