×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَصلٌ: في حُلِيِّ أهل الجنَّة

****

والحِلْيُ أصفى لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ  ****  وكَذاكَ أسْوِرَةٌ مِنَ العِقْيانِ

ما ذاكَ يَخْتَصُّ الإناثَ وإنَّما  ****  هُوَ للإناثِ كذاكَ للذُّكْرانِ

التاركين لباسَهُ في هذه الدْ  ****  دُنْيا لأجلِ لباسِهِ بجِنانِ

أو ما سَمِعْتَ بأنَّ حِلْيَتَهُمْ إلى  ****  حيثُ انتهاءِ وُضوئِهِمْ بِوِزانِ

وكذا وُضُوءُ أبي هريرةَ كان قد  ****  فازَتْ به العَضُدانِ والسَّاقانِ

****

 العِقَيان: الذَّهَب.

الحُليُّ في الدنيا خاصٌّ بِالنِّساء، وأمَّا في الآخِرَة فَإنَّه يَكُون عَامًّا لِلرِّجالِ ولِلنِّسَاء مِن بَاب الجَمَال واللَّذَّةِ والسُّرُور، فَهُم - يَعنِي الرِّجَال - لا يَلبَسُونَه فِي الدُّنيَا طَاعةً للهِ تَعَالى، وأمَّا في الآخِرَة فيُبيحُ اللهُ ذَلكَ لَهُم إكْرامًا لَهُم.

«تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الوُضُوءُ» ([1]) فِي الدُّنْيَا، كما في الحَدِيث، وَفِي الحَديثِ الآَخَر: «إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آَثَارِ الوُضُوءِ» ([2])، فَالوُضُوء عِبادةٌ عَظِيمَة وَيَكُون فِي الآخِرَة نُورًا عَلَى أعْضَاء المُسلِم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (250).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (136)، ومسلم: رقم (246).