وسواهُ أنكرَ ذا عليه قائلاً **** ما السَّاقُ موضِعُ حِلْيَةِ الإنسانِ
ما
ذاك إلاَّ مَوْضعُ الكَعْبَيْن والزْ **** زِنْدَيْنِ لا السَّاقانِ والعَضُدانِ
وكذاكَ
أَهْلُ الفِقْهِ مُخْتَلِفُونَ في **** هذا وفيهِ عِنْدَهُمْ قَولانِ
والراجحُ
الأقوى انتهاءُ وُضُوئِنا **** للمِرْفَقَيْنِ كذلكَ الكَعْبانِ
هذا
الذي قد حَدَّهُ الرحمنُ في الْـ **** ـقُرآن لا تَعْدِلْ عنِ القرآنِ
واحْفَظْ
حُدُودَ الرَّبِّ لا تَتَعَدَّها **** وكذَاكَ لا تَجْنَحْ إلى النُّقْصَانِ
وانْظُرْ
إلى فِعْلِ الرَّسُولِ تَجِدْهُ قَدْ **** أَبدَى المُرادَ وجاءَ بالتِّبيانِ
****
أَبُو هُريرَة رضي الله عنه لَـمَّا رَوى حَدِيث: «تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الوُضُوءُ»، صَار يُطيلُ الغُرَّة والتَّحجِيل فَيغسِلُ بَعضَ رَأسِه مَعَ وَجهِه، وَيغْسلُ عَضُديْه مَع يَديهِ وَسَاقَيه مَع رِجلَيهِ طَمعًا وَرَغبةً مِنهُ فِي امْتدَاد الحِليَةِ، وَهَذا اجْتِهادٌ مِنهُ رضي الله عنه، وَلَم يُوافَق عَليهِ وَلَيس مَشْروعًا، فَقَولُه: «فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ» ([1])، مُدْرَجٌ فِي الحدِيثِ مِن كَلاَمِ أبِي هُريرَةَ.
([1]) سلف تخريجه في الصفحة السابقة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد