فَصْلٌ: فِي بَيانِ أنَّ التَّعطِيلَ أساسُ
الزَّنْدَقةِ
والكُفرانِ،
والإثباتَ أساسُ العِلْمِ والإيمانِ
****
مَنْ
قَالَ إنَّ اللهَ لَيْسَ بِفَاعِلٍ **** فِعْلاً يَقُومُ بهِ قِيَامَ مَعَانِ
كَلاَّ
وَلَيْسَ الأمْرُ أَيْضًا قَائِمًا **** بِالرَّبِّ بَلْ مِنْ جُمْلَةِ الأَكْوَانِ
كَلاَّ
وَلَيْسَ اللهُ فَوْقَ عِبَادِهِ **** بَلْ عَرْشُهُ خِلْوٌ مِنَ الرَّحْمَنِ
فَثَلاَثَةٌ
وَاللهِ لا تُبقِي مِنَ الْـ **** إِيمَانِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ بِوِزَانِ
وَقَدِ
اسْتَرَاحَ مُعطِّلٌ هَذِي الثَّلاَ **** ثَ مِنَ الإِلَهِ وجُمْلَةِ الْقُرْآنِ
****
التَّعْطِيل لأسماءِ اللهِ وَصِفاتِه أساسُ
الزَّنْدقةِ، وإثباتُ الأسماءِ والصِّفات هو أساسُ المعرفةِ والهُدى والإيمان.
مَن
نَفَى أفعالَ اللهِ تعالى، ونَفَى كلامَهُ، وقالَ: إنَّهُ مَخلوقٌ، ونَفَى
عُلُوَّه فوقَ مخلوقاتِه، وقالَ: ليس لَهُ مكانٌ، فَماذا بَقِيَ عندَه مِنَ
الإيمانِ؟ ليسَ عندَه شيءٌ مِنَ الإيمانِ؛ لأنَّهُ ليسَ عندَه وحيٌّ مِنَ اللهِ
ولا مَعرِفة بالله، ولا عِنده ثِقَة بكلامِ الله وكلامِ رَسُولِه، فماذا يبْقَى
عندَهُ؟ هذا هو التَّعْطِيلُ ومُقتضَى هذا: أنَّهم جحدُوا وُجودَ الله نِهائيًّا،
وهذا هو المعدوم، وَهُم لا يُسمُّونَهُ تَعطِيلاً، وإنَّما يُسمُّونَهُ
تَنْزِيهًا،
الصفحة 1 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد